بحث عن:

الاثنين، 3 مايو 2010

9   عدت لأعتذر




هذيان لاح بعقلى فى الافق
أغمضت عينى لأرى الحقيقة....نعم لا أرى الحقيقة المجردة الخالصة إلا بعد
 أن أغمض عينى..وبعد أن تغادرنى هموم اليوم الطويل....

بكل ما يحمله من ضجيج وبكل ما يحوطه من متاهات الحياة..
وصور تتخبط متلاحقة فى الظلام لأشباح خيالات قد تجسدت فى نهار اليوم
 وتشكلت فى أجساد أناس قد تخصصوا وتفننوا فى القتل والقه
ر والدمار والفناء ..أناس قد نسوا كل قيمة للحياة والسلام سلبوا الأرض
 وقتلوا الولد وأغتصبوا الأعراض بغير رحمة وبدم بارد

وأتانى المساء عليلاً متنهداً ..يستدعى الآمال للراحة والأمان...
أسندت رأسى بين أحضان كفاى..وتخيلت 

مـــــــاذا لــــو :
عـــاد قـــــابيل للحياة؟؟!!

مـاذا سيقول لنا !!
وكيف سيكون اللقاء !!

وأخذتنى لحظة صمت طويلة ..وللصمت أحيانا ضجيج يختلف
 عن ضجيج الواقع ..ضجيج ذو سياط تجلد الذات وتدميها 

وتتركها سكرى من شدة الآلام ورهبة الآتى فى الغيب..
وإذا بصوت يقترب ..ياتى مهرولاً ويدنو من اذناى ...ليقول :
 ها قـد عدت ...ها قد عدت....أنا قابيل عدت لأعتذر ..

* أعتذر تائباً من جريمتى
*أعتذر من خطيئتى
*أعتذر عن ظلم أخى 
*أعتذر للدم الذى سفك ظلماً وعدواناً
*أنا بباب الرحمن أطلب الغفران
*أنا أعتذر فشدة الملام لنفسى وجلد الذات أدمانى 
*لا أحمل إلا ذنوبى وطوق أحزانى 
*أنا على أعتاب دنياكم هل من مجيب ؟؟!!


لــــــكن ..من سيكون المجيب.. واين هو السامع ...وهذه دنيانا
 قد غاب عنها ضوء الضمير ..وصحوة النفس الطيبة المطمئنة...

وساد فيها الظلام..والخفافيش التى تقتات على دماء الابرياء والمقدسات
 وماتت النخوة والشجاعة ..أغتيل الفارس وتحطم السيف على
 صخور القهر والطغيان...وسكن المكان أزرار كلما أدارتها مخالب الشر
 ..نسمع ضجيج آخر لكن ..لدماء تراق وأوطان تسلب ومقدسات تدنس
 ..وشيوخ تهان وأمهات ثكلى تستغيث ربها ..

يا الله..جريمة واحدة لك ياقـابيل ..أما مجرمين اليوم تخصصوا فى
 فن الجريمة ...وحياكتها ونظمها اشعاراً دامية 

عــد ..عــد ياقابيل من حيث أتيت ..دنيانا ملأتها الشرور ..
والخطيئة رداؤها 

عــد ياقابيل ..ولا تعتذر ..إلا لله فهو قابل التوب والندم ..

أما الأنسان فى هذا الزمان قد تخلى عن ضوء القلب ..
وما أسهل ظلم أخيه عليه والتمثيل باشلائه..

بكى قابيل وذرف حر الدمع ..أحزاناً وقـال لى :
 قبل أن أعود بنيتى من حيث أتيت لكم عندى نصيحة :

أشعلوا ضوء قلوبكم ..فلو كان كل الكون من حولنا يضىء بضوء
 ساطع ونور قلوبنا مطفأ لن نرى شيئا أما إذا أشعلنا مصباح القلوب
 سنضىء العالم كله حتى لو كان يلفه الظلام الدامس وسأعلق بباب
 دنياكم زهرة ....وأكتب فى أحضانها كلمة ...أقرأوها وأدركوا معناها
 وأعملوا بها ...سأعود بنيتى من حيث اتيت 
فلقد أخطأت المكان والزمان

استوقفته لحظة اسأله عن الكلمة التى نسى ان يخطها ...
قال لى لا بنيتى بل هى تأبى الخروج من فمى أو التواجد

بدنياكم ..لكنى سأحاول ..الكلمة هى .....


الســـــــــــــ لا م   




         
                                                              





                                                       












9 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة