بحث عن:

السبت، 1 سبتمبر 2012

21   الصحابي الجليل ابو جندل رضي الله عنه

( فارس من فوارس الاسلام) 





" أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا "

ابو جندل رضى الله عنه  رجل كره الرجوع للكفر كما كره  ان يقذف فى النار ربما لايعرفه الكثيرون ... وربما سمع البعض اسمه فقط ولا يعرفون قصته ... لماذا ابو جندل هذه الايام ؟؟!!  ولماذا تذكرته ؟؟!!
تذكرت سيرة هذا الصحابى الصادق رضى الله عنه لما تحمل كثير من العبر واقترنت باحداث عظيمة فى بناء الدولة الاسلامية والفتح الاكبر ... فحياته تحمل اروع مثال فى الجهاد والصدق مع الله ورسوله والدفاع عن الاسلام فكلنا يعلم ان الجهاد فى سبيل الله نوعان جهاد طلب  وجهاد فرض وابو جندل كان  مثال رائع فى جهاد الطلب فأخذ على عاتقه واصحابه الزود عن المسلمين والدفاع عن كل من يدخل فى الاسلام فى مرحلة الدعوة حين كان مشركى قريش يعذبون المسلمين ويصدوهم عن الله ورسوله... ومع كل هذا العذاب والطغيان لم يتردد ابو جندل ومن معه وامثالهم عن الجهاد فى سبيل الله والثبات على الايمان بالله تعالى ...ولأن القارىء للسيرة النبوية واحوال الصحابة يدرك تماماً انها قانون لحياة كل مسلم  وفى قصة ابو جندل مثال وعبرة للشجاعة والثبات فحين أقرأ عن الثوار الاحرار بسوريا ومايحدث لاخواننا هناك  ويهاجر مسلم  مجاهد يسافر من ليبيا بعد التحرير للدفاع عن الحق او احد المسلمين من مصر قد استشهد فى سوريا ولم تتحدث عنه وسائل الاعلام ...فهذا هو( جهاد الطلب ) لم يتعرض صاحبه شخصياً لظلم  او احد اهله او بلاده  لكن طلبه بذاته دفاعا عن اخوانه المسلمين ورأى من وجهة نظره ان هذا الدفاع أرتقى مرقى الفرض فى قناعاته واعتقاده اتذكر ابو جندل وشجاعته وثباته وحبه للاسلام والمسلمين ...تعالوا سوياً نتذكر قصة ابو جندل رضى الله عنه ونستقى منها بعض العبر التى تضىء لنا الدرب فى مسيرة الايمان بالله تعالى  والحفاظ على امتنا الاسلامية .

نسبه :
****
 أبو جندل ابن سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر العامري القرشي واسمه العاص أسلم قديما بمكة فحبسه أبوه وأوثقه في الحديد ومنعه الهجرة وعذبه فى محاولة شديدة قاسية ليثنيه عن دين الله تعالى.



موقفه فى صلح الحديبية:
**************
من اهم المواقف التى تحمل منهج وضوابط شرعية للمسلم ( صلح الحديبية) الذى تجلى فيه موقف خطير لأبو جندل رضى الله عنه وكان صلح الحديبية بين المسلمين وعلى رأسهم نبى الله عليه السلام و مشركى قريش  وهو عبارة عن مفاوضات واتفاقية بين الطرفين وأسفرت المفاوضات عن اتفاق سمي في التاريخ والسيرة صلحا، يقضي بأن تكون هناك هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات، وأن يرجع المسلمون إلى المدينة هذا العام فلا يقضوا العمرة إلا العام القادم، وأن يرد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من يأتي إليه من قريش مسلما دون علم أهله...وألا ترد قريش من يأتيها مرتدا.. وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه، ومن أراد أن يدخل في عهد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير قريش دخل فيه.
في اثناء النقاش الدائر بين الطرفين المسلمين والمشركين  والصحيفة تكتب ( صحيفة المعاهدة) إذ طلع أبو جندل بن سهيل مكبل بالأغلال ومقيد  في الحديد وكان أبوه حبسه لاسلامه وعذبه فأفلت منه وسار مسافة تزيد عن 50 كم على قدميه فى الصحراء ليصل ملتمساً النجاة عند المسلمين وبين يدى الرسول الحبيب عليه السلام  فلما رآه أبوه سهيل  قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلابيبه وقال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذ! ( أى كان اتفاقنا قبل ان يأتى ابو جندل وذلك ليرد ابنه عن الاسلام ) 
قال عليه السلام : صدقت. فصاح أبو جندل مذعوراً خائفاً على ايمانه وحباً فى الاسلام بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين يفتنوني في ديني!!!! وقد كان المسلمون قد خرجوا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لا يشكون في الفتح آملين فيه وفى عودتهم لديارهم بمكة فلما صنع أبو جندل ما صنع و لما رأوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حمل على نفسه في الصلح ورجع ابو جندل حفاظاً على العهد فلما صنع أبو جندل ما صنع زاد الناس هماً وحزناً على ما بهم  وخوفاعلى اخوانهم الذين اسلموا ...فقال رسول الله لأبي جندل:

 " أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرج. وإنا صالحنا القوم وإنا لا نغدر
 (رواه احمد)


وافق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على شروط المعاهدة، التي بدا للبعض أن فيها إجحافا وذلاً للمسلمين، ومنهم عمر ـ رضي الله عنه ـ الذي قال للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ بلى، فقال: فلم نعط الدنية في ديننا إذاً ؟ ) ( البخاري ) .
ولم يفقه أكثر المسلمين ابعاد تلك الاتفاقية الا وقت الفتح الاكبر لمكة فقد كانت سبيلاً ( هادئاً ) وتمكيناً لنشر الدعوة بعيداً عن الخلافات والتنكيل بالمسلمين ومساحة ليقدم فيها المسلم دوراً بقوة  للاسلام بالحسنى والعلم النافع ... وفى اثناء هذه المعاهدة دخل عدد كبير الاسلام بعد ان اسمعوهم كلام الله والقرآن .. وأختلطوا بالمشركين لنشر دعوة الحق ودخل في سنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك بل أكثر .. فقد خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الحديبية في ألف وأربعمائة... ثم خرج عام فتح مكة بعد عامين في عشرة آلاف.. وهذا ما بشر به رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصحابه أثناء رجوعه إلى المدينة بعد عقد المعاهدة والصلح، حينما قال: ( أنزلت عليّ الليلة سورة لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس. ثم قرأ: { إِنا فَتحنا لَك فَتحاً مبيناً } (الفتح:1) )(البخاري ) .فكان صلح الحديبية بداية الفتح الاعظم...قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: " إنكم تعدون الفتح فتح مكة، ونحن نعد الفتح صلح الحديبية " .

من مواقف ابو جندل مع الصحابة: ( وهذا الموقف سبب هذه التدوينة) 
********************************************
له موقف مع أبي بصير فقد فر أبو جندل بن سهيل بعد ان رده (صلى الله عليه وسلم ) يوم الحديبية وخرج من مكة في سبعين راكباً أسلموا فلحقوا بأبي بصير ( أحد المسلمين الفارين بدينهم)  وكرهوا أن يقدموا على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) في مدة الهدنة خوفا من أن يردهم إلى أهلهم واحتراماً لعهد رسول الله عليه السلام  وانضم إليهم ناس من غفار وأسلم وجهينة وطوائف من العرب ممن أسلم حتى بلغوا ثلثمائة مقاتل فقطعوا مارة قريش الطاغية الذين يكرهون الاسلام ويعذبون المسلمين لا يظفرون بأحد منهم إلا قتلوه ولا تمر بهم عير إلا أخذوها حتى كتبت قريش له صلى الله عليه وسلم تسأله بالأرحام إلا آواهم ولا حاجة لهم بهم ( أى انهم قرروا الاستغناء عنهم وعليهم اللحاق بالرسول )  فكتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى أبي جندل وأبي بصير أن يقدما عليه وإن من معهم من المسلمين يلحق ببلادهم وأهليهم ولا يتعرضوا لأحد مر بهم من قريش ولا لعيرهم فقدم كتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) عليهما وأبو بصير مشرف على الموت لمرض حصل له فمات وكتاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) في يده يقرأه فدفنه أبو جندل رضى الله عنه وعاد ابو جندل الى رسول الله عليه السلام والى المسلمين بعد ان أستطاع الثبات على الايمان وأجبر قريش على التنازل عن قرارها فى رد المسلمين اليهم ..وبذلك ضرب اروع مثال فى الجهاد والدفاع  عن الاسلام والمسلمين وحقهم فى نشر الدعوة ونصرة الله ورسوله.رغم طاعته لرسول الله  الا انه لم يتنازل ابداً عن دينه وعقيدته ولم يستسلم للشرك والمشركين .



من كلمات ابو جندل رضى الله عنه
اثناء فراره من المشركين 
****************
أبلغ قريشا من أبي جندل..... أني بذي المروة بالساحل
في معشر تخفق أيمانهم... ...بالبيض فيها والقنى الذابل
يأبون أن تبقى لهم رفقة....... من بعد إسلامهم الواصل
أو يجعل الله لهم مخرج......... والحق لا يغلب بالباطل
فيسلم المرء بإسلامه.............. أو يقتل المرء ولم يأتل


****************

وفاته رضى الله عنه
************
استشهد أبو جندل باليمامة...وهو ابن ثمان وثلاثين سنة. وذكر الذهبي أنه توفي شهيداً في طاعون عمواس بالأردن... سنة ثماني عشرة.

رضى الله عنه وأرضاه 


المصادر
الطبقات الكبرى
اسد الغابة


21 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة