بحث عن:

الأحد، 23 ديسمبر 2012

10   الدستور والشعب وشريعة الله




عاشت مصر والشعب المصرى كله ايام وشهور فى صراعات ( ولازالت) من اجل الأختلاف على الدستور الجديد ...والعجب العجاب ان الشعب المصرى وحتى أغلب المثقفين فى العهد السابق لم يهتموا او يحاولوا مجرد التعرف على مبادىء الدستور لبلادهم .
ومن كان يعتقل او يضعه النظام فى القائمة السوداء لأنه تكلم او اعترض على اى بند فى الدستور او قانون البلاد كنا نجد الجميع ( الامن رحم  ربى ) يسير خلف القطيع ويهلل ويتهم ويسب ويلعن فى هذا الخارج عن النظام واقل كلمة كان يتصف بها ( أرهابى) ...

اما بعد الثورة التى وضعنا على عاتقها آمال وطموحات كثيرة ارتفعت الاصوات وتعالت الاقتراحات واختلفت الاراء ووجهات النظر واصبح الجميع ( مفتى سياسة) وللأسف سلكوا مسلك الاعداء المتناحرين ...سب وقذف وخلق ذميم ..أتهامات باطلة وغير باطلة صراعات تصل حد الدماء والقتل وأشد الأسف حين وصلت تلك الخلافات الى حد هتك الستر والتعرض لسير النساء ...

لا أدرى هل بهذا الأسلوب ترتقى الشعوب ؟!!!!
هل بهذه الأخلاق تزدهر البلاد ؟!!!
هل هكذا يتوحد الصف ونكون ( أيد واحدة) ضد أعداء البلاد ؟!!!!

لن اخوض كثيراً فى احداث جميعنا نعلمها لكن اود أن اقول ان الاسلام برىء من افعال كثيرة حدثت الايام الماضية وليس بالاشخاص والافعال نحكم على دين ولكن نحكم على الاشخاص بدينهم الذى هو خلقهم ....

أسفت جداً ان البعض اتخذ من سيرة النساء ذريعة ليبرىء نفسه من اتهامات وجهها لاحدى الممثلات ( بغض النظر عن حكمنا عليها) فليس دور الاسلام هذا ابداً ...

اسفت للدماء التى اريقت  ..اسفت للفتنة العظيمة التى كان شعارها كن سىء الظن فى الجميع .. 
ولاأدرى لأى سبب واى هدف قامت الدنيا وكل مصرى وجه سيفه فى وجه اخيه ؟!!

من أجل الدستور !!!!!!!!

التغيير لن يكون الا من داخلنا أولا ولن يكون الا بالوعى والعمل الصادق والمنهج القويم 


واسمحوا لى ان اطرح  وجهة نظرى مثل الآخرين 

يقول تعالى:

فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما }

 (النساء:65)

نزلت هذه الاية فى شىء ابسط مما تتوقعون فقد كانت مناسبتها (ورغم اختلاف الروايات فيها للمفسرين  ) الا انها جميعها قريبة المعنى 
فقد نزلت فى أثنين من الصحابة  جيران  اختلفوا فى سقى الماء ايهم يسقى ارضه اولاً فذهبوا يحتكموا لرسول الله عليه السلام فلم يقبل احدهم الحكم فذهبوا لابى بكر رضى الله عنه طلبا للتحاكم فلم يقبل نفس الرجل بحكم ابى بكر فذهبوا لعمر بن الخطاب رضى الله عنه وحين علم برفض الرجل لحكم رسول الله دخل بيته واستل سيفه وقتل الرجل الذى رفض حكم رسول الله .... وحين اختلف الصحابة فى فعل عمر بن الخطاب نزلت هذه الاية  بالحكم على الشخص الذى رفض التحاكم لرسول الله انه غير مؤمن .

هذا فى سقى الماء ...سقى الماااااااااء
فالاسلام لم يترك صغيرة اوكبيرة الا وحكم فيها ولا يحتاج دستوركم الذى عليه تتصارعون 

الدستور ليس له اى صلة بشريعة الاسلام فهو قانون وطنى ليس شرعى ولا اسلامى 
فلماذا نرفع رايات الاسلام ويكون هتافنا وا اسلاماه ونقتل انفسنا ونقطع الصلات وندمر طرق الحوار ودروب السلام بالله عليكم ؟!!!!!!

والايات والادلة كثيرة فى القران والسنة على ان منهج الحياة هو الدستور القرآنى وسنة رسول الله فلماذ يصر البعض على تشويه الاسلام بأفعاله الشخصية ...

الاسلام ليس اشخاص لكن للاسف ظاهر الامر امام العالم ان هذا هو الاسلام 

حزنت كثيراً من اتخاذ بعض من ينادى بالاسلام من استخدام ألفاظ وافعال يرفضها الله ورسوله ويأباها كل مسلم موحد بالله تحت شعار الدفاع عن الدستور على انه دستور الاسلام 

يقول تعالى :

 اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا ...لا اعتقد انه قال ابدا رضيت لكم الدستور دينا 
فبالله عليكم اخرجوا شرع الله من بين تناحركم وفتنتكم فهو اشرف واعلى من هذه التفاهات 

ليس هكذا ابدا يكون التغيير لقد شعرت الايام الماضية بخوف شديد على بلادى ولم يكن امامنا الا صورة ابليس اللعين يعبث ويلهو ويقهقه بصوته المنكر فى كل الطرقات ... الاطفال والنساء وكل مسكين وفقير ببلادى ينتظر يوم الحرية الحقة ولن تكون الا بالوعى والعمل الصادق وانا ارى الكثيرين يتصارعون على الكراسى والله ما شعرت باخلاص فى اكثرهم رغم ان الاخلاص يحكم عليه الله وحده  سبحانه .... 
ولا ادرى لما يصر البعض  على مهاجمة كــــــل الاخوان بمناسبة وغير مناسبة بالتأكيد فيهم الصالح والطالح مثل غيرهم فهم ليسوا ملائكة ... والبعض الاخر يصر ان يحول المشكلة لفتنة طائفية  ولاننكر ابداً انه كما فى المسلمين والجماعات الاسلامية الصالح والطالح ففى المسيحيين ايضا متطرفين ودعاة فتنة وخراب وبالنهاية كل من يدعو لفتنة او دمار اسأل الله تعالى ان يدمره ويشتت جمعه. فكل  الاطراف مخطئة وغير واعية ولاتتحلى بأى صدق وشرف .

اما الدكتورمرسى وقائمة الشتائم والاتهامات التى قرأناها وتابعناها على الفيسبوك وتويتر وكل موقع وجريدة وبرنامج اعلامى لا أجد الا كلمة واحدة واسمحوا لى بقولها ( ايه القرف ده ؟؟؟) مهما حدث ومهما كان لن نساوى ابدا بين مبارك وبين مرسى  ايمكن ان يتساوى نظام ظالم حالك السواد امام انسان لم نعطيه فرصة لنرى نتائج قراراته .. يقف امامه عوائق كثيرة تحول بينه وبين التغيير ( ياجماعة ده بالنهاية انسااااااااااان) واقسم بالله رغم انى اكره الغدر والدماء الا انى لو كنت مكانه لطبقت خطة محمد على بالقلعة فى كل من يحاول تخريب الوطن وتعذيب الشعب .لكنى عاتبة على مرسى طيبته الزائدة التى لاتتناسب و شخصه كرئيس لبلد مثل مصر واعتقد انه من سيطبق عليه نظرية ( محمد نجيب ) وقريبا جدا الا اذا انتبه لأعدائه .

حقيقة انا رغم  تقبلى لدكتور مرسى كرئيس ( هذا مع انه لم يكن مرشحى من البداية)  ولى عليه بعض النقد فى شخصيته الهادئة التى سمحت لكثيرين بتخطى الحواجز الحمراء كقيمة لشعبه الا ان المفترض ان ننتظر ونرى القادم كيف يكون أو على الاقل يكون الاعتراض بدراسة وهدوء ويقوم به المتخصصون بالأمر  لكنا تحولنا لشعب غوغاء اعتقد ان الصوت العالى هو مفتاح كل تغيير ونسينا ان للوطن ابواب كثيرة ولكل منها مفتاح خاص .... 


وحسبنا الله ونعم الوكيل 
لك الله يامصر 


10 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة