بحث عن:

الجمعة، 18 يناير 2013

21   قل آمنت بالله ثم أستقم




 بالأمس قرأت تدوينة لأخى  بهاء طلعت بعنوان ( أبرة فى كوم قش ) وكان يطرح بعض الاسئلة عن مفهوم الاسلام هل هو اسلام الفضائيات ام اسلام الاخوان ام .... ام .... يريد أن يصل بالنهاية ان الاسلام كل لايتجزأ وليس له الا مفهوم واحد ومصدر تلقى واحد كتاب الله وسنة رسوله .اما تصرفات الاشخاص التى تخرج عن اخلاق الاسلام فان الله سبحانه وتعالى ..ورسوله عليه السلام براء منها .

جعلتنى هذه التدوينة افكر كثيراً فى أمر قد أهمنى من قبل لكن كلما هممت بالكتابة فيه تأخذنى مشاغل الحياة ...واليوم قررت ان امسك قلمى وأحاول ربما اوفق فى ايصال ما اريد اليكم.

هى فكرة فى ظاهرها بسيطة جداً لكن تحمل فى باطنها شأن عظيم وجليل ...سؤال ( كيف نكون مسلمين) ؟!!
هل بكثرة العلم ؟؟ هل بكثرة مانحفظ من ايات الله ؟؟ هل بكثرة مانحفظ من احايث رسول الله ؟؟

كل هذا جميل ومعتبر وله عند الله أجر عظيم ويرفع الله به درجات المسلم  لكن بشروط أولها الأخلاص فى أفعالنا وأقوالنا وأصلاح نياتنا ...واتخاذنا الاسوة الحسنة  (رسول الله وصحابته الطيبين )


قديما ومنذ اربعة عشر قرناً جاء رجل لرسول الله عليه السلام سأله سؤال شريطة ان تكون الاجابة عليه تجعله فى غنى ان يسأله لسواه عليه السلام.... وكان الرجل يدرك معنى السؤال كما أدرك عليه السلام كيف تكون الاجابة عليه ..تتلخص فى كلمة واحدة بعد الاسلام ( الأستقـامة ) بعد شهادة الاسلام تأتى الأستقامة بكل ماتحمل من معنى وحكمة حتى نكون بالفعل والقول مسلمين ...
عن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال:
قلت يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال :
 قل آمنت بالله ثم استقم....... رواه مسلم ( مصدر الحديث كتاب جامع العلوم والحكم )

وقال تعالى فى محكم اياته:
إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون  أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون (الاحقاف 13/ 14 ) 

اذن الايمان والاسلام لازم لهما الاستقامة ...الاستقامة فى القول والعمل ...الأستقامة فى الظاهر والباطن ...الأستقامة فى الاخلاق .. الاستقامة فى طاعة الله ورسولة والابتعاد عما نهوا ..الأستقامة فى معاملة الاخرين فمهما كنا نحفظ من ايات القرآن الكريم واحاديث رسول الله ونقيم الليل ونصوم النهار ونفتقر للأستقامة فديننا به نقص وايماننا يحتاج تجديد نية مع الله تعالى .

معنى الاستقامة لغة :
مصدر استقام وهو مأخوذ من مادة (ق و م) التي تدل على معنيين :أحدهما : جماعة من الناس .والآخر :  عزم .وإلى هذا ترجع الاستقامة في معنى الاعتدال .

واصطلاحا :
الاستقامة هي : سلوك الصراط المستقيم , وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة , ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها الظاهرة والباطنة وترك المنهيات كلها كذلك . " المصدر جامع العلوم والحكم لابن رجب 193

ولا يجب ان نأخذ ديننا من أصحاب الأخلاق السيئة الذين تفرغوا لدنياهم ويلبسون عباءة الدين والدين منهم برىء لكن علينا بكتاب الله ومن بعده سنة رسوله عليه السلام وسيرته لنا مصباح يضىء القلوب والعقول ...والدعوة للاسلام دائما فى تطور حسب مفاهيم كل عصر وزمان دون ان تتبدل اصولها ومنهجها ....تعتمد على الاخلاق الطيبة ولزوم الاحسان والصدق  فى افعالنا واقوالنا ...ومانراه الان على صفحات المواقع الاجتماعية والفضائيات المأجورة ليس بالاسلام من شىء  بل ان كل هذا يثير الفتن ويزعزع الدين من القلوب  الضعيفة ... ويجب على كل مسلم الا ينساق وراء الأستهزاء بالدين الذى كثر هذه الآونة وهو باب من ابواب الشيطان وثغرة ينفذ منها لقلوبنا التى هى مهد الايمان والعقيدة فلا تتبعوا خطوات الشيطان  ..لا يجب ان نحكم على الاسلام بأشخاص لم يفهموا ماهو الاسلام ...اتخذوا السباب والشتم واللعن وسيلة لايهام البعض ان هذا قوة وجهاد ...وشجاعة للمسلم ..والاسلام برىء من كل هذه الافعال القبيحة  ...الاسلام دين الاستقامة ودين الاحسان والخلق القويم .

وسوف اتبع هذه التدوينة ان شاء الله بأجزاء اخرى عن الأخلاق فى الاسلام ..تلك الأخلاق التى جعلت كثيرين ببلاد الغرب يعتنقون الاسلام ويتدارسون أصوله ومبادئة وكما جعلت  بعض الأخلاق الذميمة فى بلادنا العربية الكثير والكثير ينفر ويبتعد عن الألتزام بشريعة الله ... ويجب أن نعلم ان المسلم ماهو الا دعوة تسير على الأرض ..

يتبع أن شاء الله 

21 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة