بحث عن:

السبت، 16 فبراير 2013

7   الأخلاق فى الاسلام ( ج 2 )




( وإنك لعلى خلق عظيم )

متابعة  للحديث عن الأخلاق فى الاسلام  وما بدأناه فى هذا الرابط  قل آمنت بالله ثم أستقم ) نتحدث اليوم عن مفهوم الأخلاق فى الاسلام ...

ان طبائع البشر تختلف حسب أسس كثيرة أهمها أسلوب تربية الانسان وتنشئته وأهتماماته التى تنعكس على باطنه وظاهره ...

أولاً مفهوم الأخلاق :
الأخلاق لغة :
(جمع خلق، وهو السجية والطبع)
والأخلاق اصطلاحًا:
(حالة نفسية تترجم بالأفعال)، أى أن الأخلاق، لها جانبان؛ (جانب نفسي باطني، وجانب سلوكي ظاهري) فالسجايا هي الطباع. والسلوك هو الفعل المترجم لهذه الطباع.
وعلم الأخلاق الإسلامية  هو ما يهتم بدراسة علم الخير والشر، والحسن والقبيح من خلال اتجاهين ( عقلى وروحى ) والجمع بينهما   لينتج بالنهاية مجموعة الأفكار والأحكام والعواطف والعادات التى تشكل الانسان .

قال القرطبي:
 الأخلاق أوصاف الإنسان التي يعامل بها غيره وهي محمودة ومذمومة فالمحمودة على الإجمال أن تكون مع غيرك على نفسك فتنصف منها ولا تنصف لها وعلى التفصيل العفو والحلم والجود والصبر وتحمل الأذى والرحمة والشفقة وقضاء الحوائج والتوادد ولين الجانب ونحو ذلك والمذموم منها ضد ذلك

و قال الحسن البصري:
 حقيقة حسن الخلق بذل المعروف وكف الأذى وطلاقة الوجه


وقد جاء الاسلام بعد فترة و بعد أن تدنت الأخلاق و أستفحلت العبودية لغير الله تعالى وأنتشر الأسفاف الخلقى  فجاء الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام لـ يتمم مكارم الأخلاق ويدعو الى الخير ...ونفهم من الحديث الشريف  ( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ان الاساس الذى يبنى عليه الانسان دينه هو الأخلاق والتى كما أشرنا فى البداية انها طبائع وسجايا ظاهرة وباطنة ...و العقيدة الاسلامية ماهى الا رسالة أخلاقية تهذب الروح  من خلال التعامل مع ربها والتعامل مع النفس ومع الاخرين .
قال - صلى الله عليه وسلم -:
" ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجالس يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقًا، الموطؤون أكنافًا، الذين يألفون ويُؤلفون"
وماجاء الاسلام الا للاتباع الحسن لكل ما امر به الله تعالى والرسول عليه السلام والاقتداء بالصحابة والتابعين فى كل سلوكهم الطيب واخلاقهم الحميدة التى  جعلت منهم خير امة اخرجت للناس .

وقال احد الشعراء
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ...... إن التشبه بالكرام فلاح

فالأخلاق هى مجموعة من المبادى والقيم وقواعد تنظم حياة الانسان حسب ما جاء به الشرع الاسلامى وبما أمرنا به الخالق سبحانه وتعالى وكيفية التعامل ظاهرا وباطنا مع  الله ومع أنفسنا ومع غيرنا بمنهاج يحقق لنا الغاية التى من أجلها خلقنا ... ومن هنا يأتى مفهوم العبادة فى الاسلام ... ومعناها ...
يقول تعالى :
( وقل لعبادى يقولوا التى هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إِن الشيطان كان للإنسان عدوا مبِيناً )

وعن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
( ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق وأن الله يبغض الفاحش البذيء )
" أخرجه الإمام الترمذي بسند صحيح

وهناك أدلة قرأنية واحاديث نبوية كثيرة تدل على ان الاسلام يهتم بالاخلاق فى العقيدة وفى تربية ضمير المسلم وباطنه وفى اسلوب معاملته مع الاخرين

 من أدلة الأخلاق في جانب العقيدة قوله - صلى الله عليه وسلم
أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا
ومن هنا نمعلم ان الاخلاق الطيبة الحسنة تقوى الايمان وتساعد على تربية المسلم تربية صالحة وراسخة وتجعل الانسان صادقا مع الله ومع نفسه ومع الاخرين .

وفي تربية الضمير: قول الله تعالى:
﴿ الصلاة تنهى عنِ الفحشاء والمنكر ﴾ 

وادلة الأخلاق في الجانب الاجتماعي الحديث الشريف:
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

وقد ذكر للرسول - صلى الله عليه وسلم :
 أن فلانة تكثر من صلاتها وصدقتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال هي في النار .
ومن هنا نبين اهمية الاخلاق والتعامل الحسن للارتقاء بأنفسنا كـ مسلمين و رفعة درجاتنا عند الله تعالى .... فمهما كانت عبادتنا صالحة فالمعاملة السيئة والخلق السىء يحبط هذه الاعمال ويقلل من قيمتها عند الله ...لأن التعامل  بين انفسنا وبين الناس هو المقياس الحقيقى لتفعيل معتقداتنا ويدعمها .





وإذا أَتى الإِرشاد من سبب الهوى .....ومن الغرور فسمه التضليلا

وإذا أصيب القوم في أَخلاقهِم............. فأقم عليهِم مأتماً وعويلا

( أحمد شوقى )

يتبع ان شاء الله 


7 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة