بحث عن:

الثلاثاء، 15 يونيو 2010

39   درب الفراشات






        
(( أحبك )) 

كلمة تشتاقها كل المخلوقات ...تهفو إليها
الروح تذوب معها القلوب...تختلف الآراء
والقلوب فى ترجمة معناها ...والتعبير عنها 

الحب احياناً يكون كدرب الفراشات يخطفنا نوره ويسرقنا منعالمنا البسيط...
إلى عالمه الخيالى تسبح فيه الروح بخفة وراء بريقه الأخاذ ..أحياناً نصل
 بسلام وأحياناً اخرى كثيرة يكون نهاية الدرب نار تحرق مشاعرنا وأحاسيسنا
 كما تحرق الفراشة
سلمى إمرأة بسيطة تحيا كطفلة بمشاعرها الرقيقة كل أمنياتها أن تراقص الأزهار وتلاعب الأطفال وتحيا بين أحضان مشاعرها فى سكون وهدوء...
بعيداً عن ضجيج الحياة وخيانات البشر .. 

كان مقعدها المفضل كل مساء بجوار نهر صاغه خيالها أمام
 شرفتها الصغيرة التى تحوطها زهور الياسمين ويسكنها زوج من
 العصافير الوديعة المغردة..

وبرغم براءتها ورقتها وعفويتها إلا أنها قد صارعت محنة فى حياتها
 تركتها حطاماً وبقايا إمرأة ..لقسوة فصول الحكاية.

ذات مرة أرادت ان تبحث عن امر فى صفحات الأنترنت..الكثيرة
 وأعجبتها فكرة التعارف بالأصدقاء من خلال هذه النافذة الواسعة (الأنترنت)
 وتجولت هنا وهناك وزادت صداقاتها يوماً بعد يوم ..وكانت تلتزم بحدود
 أخلاقها ودينها التى نشأت عليها ..والقيم التى غرستها أمها فى عقلها ..
.فهى لا تقنع أبداً بالحب الذى يأتى من خلال صفحات (النت) او ان تتمادى
 فى اتساع دائرة العلاقات والصداقات التى لاتعرف مصدرها الحقيقى فهى
 تعلم جيداً أخطاره و المشكلات التى حدثت وتحدث بسبب الأنفلات الفكرى
 والتربوى ..وأستغلال البعض للفتيات من خلال هذه النافذة الخطيرة

وهى تدرى عواقب الامور لانها وبرغم براءتها الا انها تتمسك تماما
 بقيمها فرقة المشاعر ورهافة الحس لا تمنع ابداً أن يكون الأنسان مدركاً
 لتصرفاته ونتيجة أفعاله.

لكن الله له مشيئة أخرى....

أنسان صادق ...رقيق الاحساس...طيب القلب ..عطاّء بغير حدود..
دخل حياتها لاتدرى كيف ومتى ..من خلال نفس النافذة التى فتحتها بأيديها
..لم تشعرإلا وهى غارقة فى حبه ...الحب الذى كانت لاتعترف به
 ...بهذه الوسيلة والطريقة ..(الأنترنت)

ذاب قلبها حباً مع كلماته ...تشعر بمدى شوقه إليها..بادلها صدق الأحساس
دون أن يجرح حياءها..أو يطالبها بما لايمكن أن يحدث...كما يفعل
 البعض من المستهترين الغافلين...

لكنها ولألتزامها بتقاليدها ودينها تخشى التمادى فى هذا الامر ..
حاولت مراراً وتكراراً غلق النافذة التى فتحتها بنفسها ...لم تقدر.
.لشدة النور الذى يجذبها وراءه ...كالفراشة السكرى ولكنها تخشى ان تعود
 اليها محنتها لكن فى صورة جديدة ..

كان هناك شىء يشدها فى هذا الانسان ..لاتدرى ماهو منتهاه ..
فأحياناً تراه نهاية وأحياناً ترى فيه الحياة.

كانت كلماته ونصائحه وحبه لها يطمنئها دائما لانها لاترى منه إلا الخير
 ..والأمنيات الطيبة..وفى حيرتها التى تلفها ...وقلقها الذى يعترى كل جسدها
..ومع عقلها الشريد الذى غاب عنه وعيه لشدة الضوء وبريقه الذى سلب لبها
 ..ويجذبها كالفراشة...أتجهت سلمى ذات مساء آخر لتجلس على نفس
المقعد أمام شرفتها التى طالما شاركتها أحلامها وهمومها وأحزانها وتقلبات مشاعرها..تارة فرح.. وتارة جرح ..
وتارة حزن وشجن ...وأخذت تسأل نفسها :


-إلى أين سيأخذنى هذا الطريق ؟!
-وكيف ستكون نتيجة هذا الحب ؟!
-وما هو السبب الذى ساقنا اليه برغم القيود والحدود؟!
-وهل المجتمع حولنا يرحب بمثل هذه الامور ويتقبلها ؟!


كلمة تقال...مشاعر تنبثق من مكان مجهول فى الروح...قلب ينبض...أمنيات تنمو..وتكبر...شوق يهز المشاعر أهذا هو الحب الحقيقى أم هذا محض
 خيالات جميلة 
أغمضت عينيها وإستسلمت لنوم عميق ..لكن حتى أحلامها لم تتركها
 للسكون وكانت تلاحقها بالسؤال: 

هل حب الانترنت يمكن أن يستمر ويدوم وينجح أم إنه

(درب الفراشات)
؟؟؟؟؟؟؟؟

39 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة