بحث عن:

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

33   وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً


سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ
 أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

الإنسان في الارتفاعات العالية


قولُه تعالى:
 ﴿فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ
 صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ 
عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ﴾
 (الأنعام:125)

                                                                                
لقد أثبت علم طب الطيران أن تعرض الإنسان للارتفاعات العالية
عندما يصعد من سطح الأرض إلى الطبقات العليا في السماء
 فإنه تحدث له أعراض (فسيولوجية) تتدرج من الشعور بالضيق
 الذي يتركز في منطقة الصدر- كما ذكر في الآية الكريمة:
من أنه عندما يصعد الإنسان في السماء يشعر بضيق الصدر-
 ثم إذا استمر الإنسان في الارتفاع في السماء ، بمعنى أنه إذا استمر
 في التعرض للارتفاعات العالية وانخفاض الضغط الجوي ونقص
 الأوكسجين فإنه يدخل في مرحلة حرجة - كما ذكر في الآية الكريمة -
 أنه بعد أن يشعر الإنسان بضيق الصدر يصل إلى المرحلة الحرجة .


الآية الكريمة ذكرت أن ضيقا يحدث بالصدر عند الصعود في السماء ،
 أي : الارتفاعات العالية ، وقد وجد الأطباء في أبحاثهم على الطيارين
 أن الإنسان يشكو في هذه المرحلة من الإجهاد والصداع،
 والشعور بالرغبة في النوم، وصعوبة التنفس ، وضيق الصدر ،
 وهذا يتفق مع ما ورد في الآية الكريمة .
إن قوله تعالى : 
{... يجعلْ صدره ضيقاً } يقدم لنا - بإشارة دقيقة ،
 وكلمات معجزة - شرحاً لما يحدث «فسيولوجياً» للإنسان في
 الارتفاعات العالية ، وهي إشارة تسترعي انتباه الطبيب المتخصص
 في طب الطيران والفضاء، وقد تخفى على القارئ العادي .



وجه الإعجاز تفصيلاً :

من المسلم به أن الإنسان في عهد الوحي بالقرآن لم يعرف
 بقضية التركيب الغازي للغلاف الجوي في طبقاته المختلفة
 وبالتالي حالة انخفاض الضغط في الطبقات العليا منه
 وانخفاض معدل تركيز غاز الأوكسجين الضروري للحياة
 كلما ارتفع الإنسان في الفضاء؛ وبالتالي لا يعرف أثر ذلك
 على التنفس وبقاء الحياة، بحيث ينتهي إلى فشل الجهاز
 التنفسي والموت، بل على العكس كان الناس يظنون أنه كلما
 ارتقى الإنسان إلى مكان مرتفع كلما انشرح صدره،
 وازداد متعة بالنسيم العليل.
تشير الآية الكريمة بكل وضوح إلى حقيقتين كشف عنهما العلم حديثاً؛
 الأولى هي ضيق الصدر وصعوبة التنفس، كلما ازداد الإنسان
 صعودا في طبقات الجو, والذي تبين أنه يحدث بسبب نقص
 الأوكسجين وهبوط ضغط الهواء الجوي. والثانية هي حالة الحرج
 التي تسبق الموت اختناقا حينما يجاوز ارتفاعه في طبقات
 الجو ثلاثين ألف قدم وذلك بسبب الهبوط الشديد في الضغط الجوي
 والنقص الحاد للأكسجين اللازم للحياة إلى أن ينعدم الأكسجين
 الداخل للرئتين فيصاب الإنسان بالموت والهلاك.
ناهيك أن التعبير (يصعد) حيث تضيف صيغته في العربية
 معنى الشدة مع الصعود, وهذا وصف دقيق للمعاناة والآلام
 المصاحبة للحدث. هل يمكن أن يكون الإخبار عن هذه الحقيقة
 إلا وحيا من العليم الخبير!!





فمن الذي أنبأ محمداً عليه الصلاة والسلام بهذا القانون الفيزيائي؟
ومن الذي أخبره بأن الذي يصعد في السماء يضيق صدره 
ويعاني من حرج شديد وصعوبة في التنفس؟
(هو الله الذى لا إله إلا هو )

33 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة