بحث عن:

الجمعة، 20 مايو 2011

22   ياعم سيبك ... المهم النية !!!!!!






(كلمة تزعجنى كثيرا )
ياعم سيبك ..المهم النية  حلوة وطيبة 
مش مهم  اى حاجة مادام النية  خير 
مادام قلبك سليم اعمل اللى انت  ..عايزه المهم النية  خير 

السنة النبوية التشريع الثانى فى الإسلام ..... كيف بالله عليكم تكون
وضعت  أستخفافاً وهباءً  ... كيف  نستخف بحديث  هو تشريع لنا دون
 وعى وترشيد  كلما تعرضنا لمسأله فى الحياة نجد من  يقفز فى وجوهنا
 بمقولة غريبة ( ياعم سيبك المهم النية)
حديث انما الأعمال بالنيات يفسره البعض بشكل خاطىء مما يضع  
 من يفهمه على هذا النحو فى خطأ فادح تكون نتيجته سيئة


   

يقول تعالى 
{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ
 يَصْلَاهَامَذْمُومًا مَدْحُورًا  وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ
 كَانَسَعْيُهُمْ مَشْكُورًا  كُلّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ 
مَحْظُورًا انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا }
سورة الاسراء

سعى لها سعيها ( هى  فعل الجوارح التى استسلمت لله بالطاعات )
وهو مؤمن  ( هذه هى النية و العقيدة  ) لأن النية فعل القلب 
ولا يستقيم عمل  الا بهذين الركنين ( النية والسعى ) 

 فلكل عمل صالح ركنين لا يقبل عند الله إلا بهما أولهما :
 الإخلاص وتصحيح النية  وثانيهما : موافقة السنة ومنهج الشرع
 يقول ابن عطاء الله :
 الأعمال صور قائمة  كالتماثيل وروحها وجود سر الإخلاص فيها ..
فبدون الإخلاص إذاً لا يقبل عمل مهما يكن ظاهره الخير والصلاح



متن الحديث 
عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال :
 سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
 ( إنما الأعمال بالنيّات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى
 الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ،
 أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) 
. رواه البخاري و مسلم في صحيحهما .


أرجو الأنتباه لكلمة (( الأعمال بالنيات )) فهنا اقتران النية بالعمل  
بمعنى ان كل عمل  يلزمه نيه مسبقة له لتحديد نتائجة لفاعله
وأن أمر الدنيا والحياه ليس هباء دون تدبير من الخالق 
وعلى حسب النية والعمل يكون العقاب والثواب بقدرهم
مثال ذلك قول عائشة رضى الله عنها 
عن عائشة رضي الله عنها :
( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) 
فكيف مثلا أن يأتى أحد بأمر يوقعه فى شرك اصغر أو أكبر دون أن يدرى 
أو معصية يستمر عليها ويأتى من يذكره ويكون له ناصح فى الله ورسوله 
ويكون الرد عليه (( ياعم سيبك المهم النية ))

وتنقسم الاعمال لقسمين فى الشرع الإسلامى ظاهرة وباطنة
الظاهرة هى فعل الجوارح والباطنة هى النية والعقيدة 
ولابد من توافق بينهما ليستقيم العمل فأرجوكم الأنتباه لهذه المسألة الخطيرة
التى تلقى بمن لا يتبعها فى حياته فى طريق  تبعده عن كمال إسلامه 

معنى النية فى اللغة وحكم النطق بها عند القيام 
بالأعمال مثل الصلاة ....
 هي القصد والإرادة ، فيتبيّن من ذلك أن النيّة من أعمال القلوب ،
 فلا يُشرع النطق بها  فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يتلفظ بالنية في 
العبادة ،أما قول الحاج : " لبيك اللهم حجاً " فليس نطقاً بالنية ، لكنه إشعارٌ
 بالدخول في النسك ، بمعنى أن التلبية في الحج بمنـزلة التكبير في الصلاة ،
 ومما يدل على ذلك أنه لو حج ولم يتلفّظ بذلك صح حجه عند جمهور أهل العلم .


النية شرعاً
والنّيـة .. أمــرها عظــيم فهي روح العـمل لـو تغـيرّت الـروح أو غـابت
مـات العـمل وانتـهى وانـقطع ..ذكـره .. وأثـره
النّـية : هي عزم القلب على فعل العبادة تقربـاً إلى الله تعالى


 الحكمة من مشروعية النية ...
تمييز العبادات عن العادات .. وتمييز ما كان لله سبحانه وتعالى عمّا كان
 لغيره   وكذلك تمييز العبادات بعضها عن بعض فهذه فريضة وهذه نافلة ..
وذلك كتمييز الصدقة عن قضاء الدين ، وصيام النافلة عن صيام الفريضة ،
و تمييز العبادات عن العادات فمثلاً : قد يغتسل الرجل ويقصد به غسل الجنابة ،
 فيكون هذا الغسل عبادة يثاب عليها العبد ، أما إذا اغتسل وأراد به التبرد من الحر ،
 فهنا يكون الغسل عادة ، فلا يثاب عليه ، ولذلك استنبط العلماء من هذا الحديث
 قاعدة مهمة وهي قولهم : " الأمور بمقاصدها " ،
وهذه القاعدة تدخل في جميع أبواب الفقه .

ومن هنا نفهم
 قول  ( إنما الأعمال بالنيات )  أي : أنه ما من عمل إلا وله نية
 ( وإنما لكل امريء ما نوى ) وجوب الإخلاص لله تعالى في جميع الأعمال 
{ فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا }
 ( الكهف : 110 ) .

وقول الرسول عليه السلام 
( من كانت الدنيا همّه ، فرّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ،
ولم يأته من الدنيا إلا ما كُتب له ، ومن كانت الآخرة نيّته ، جمع الله له أمره ،
 وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا وهي راغمة )
 رواه ابن ماجة .
الآخرة نيته... اى سعى لها بكل جوارحه بعد عقد النية لذلك 

 قدر النية عند الله 
ومن عظيم أمر النية أنه قد يبلغ العبد منازل الأبرار ، ويكتب له ثواب أعمال
عظيمة لم يعملها ، وذلك بالنية ، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
 قال لما رجع من غزوة تبوك :
 ( إن بالمدينة أقواما ما سرتم مسيراً ، ولا قطعتم وادياً ،إلا كانوا معكم ،
 قالوا يا رسول الله : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة ، حبسهم العذر ) 
رواه البخاري .



أنواع النية
النوع الأول : نية مفروضة .. ولا تصح العبادة إلا بهـا
مثال : كالنيـة في الوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحج وهذه النيـة 
لا يجب ان يغفل عنها أحد

النوع الثاني : نية مستحبة لتحصيل الأجر والثواب وهذه التي يغفل عنها بعض
الناس وهي استحضار النية في المباحات لتكون طاعات وقربات ..


ويجب أن  نعلم أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لاثمرة له في
 الدنيا ولا في الآخرة روى عن الشافعي أنه قال :
 "هذا الحديث (( المراد انما الأعمال بالنيات )) ثلث العلم و يدخل في
 سبعين بابا من الفقه"
وعن إسحاق بن راهويه قال :
 "أربعة أحاديث هي من أصول الدين :
 حديث عمر (إنما الأعمال بالنيات) وحديث (الحلال بين والحرام بين)
 وحديث (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما)
 وحديث (من صنع في أمرنا شيئا ما ليس منه فهو رد) " .


.............
ومن هنا أرجو أن نعيد تجديد نياتنا لله سبحانه وتعالى 
وأن ننتبه لكل قول وفعل  فما يكب الناس فى النار إلا بحصائد ألسنتهم
ونعرف جيداً أننا ما وجدنا بهذه الحياه إلا لعبادة الخالق البارىء
ومن أولوياتنا فيها  هى دراسة أمور ديننا الحنيف 
وألا نتكلم فيه بغير علم ولا نعمل فيه بغير تجديد  لنية لله




تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال 

المصدر
من كتاب (جامع العلوم و الحكم) لابن رجب الحنبلي 
والأربعين النووية 


22 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة