بحث عن:

الخميس، 9 يونيو 2011

33   تفسير مصطلح الطاغوت فى الإسلام



بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الله تعالى
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ
 فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }
[سورة النحل:36]


لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ
 وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا 
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
[البقرة:256]

 وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ 
[النحل:36]
بالفعل لا اكراه فى الدين لان الله غنى عمن يدخل فى الاسلام قهرا 
ورغما عنه ولو نظرنا لتمام الاية نجد امر مهم جدا 
وهو شرط الاسلام الكامل وتمامه وهو

( الكفر بالطاغوت )
********************


 الطاغوت كلمة تتردد كثيرا فى بعض المواقع الاسلامية 
وتتردد الان كثيرا على الألسن
رأيت أن بعض الاصدقاء يفسرونها على أن معناها
 كل مايعبد من دون الله فهو طاغوت
الطاغوت كلمة بالفعل تفسيرها
( كل ما يعبد من دون الله ...لكن شرط ان يكون راضى بالعبادة )
فمثلا  وبأختصار حتى لانشتت العقول والافهام 
ان هناك من الناس من يعبد بعض الاولياء والصالحين  ففى الماضى
 مثلا كان يعبد الاولياء مثل ود وسواع ويغوث  ويعوق ونسرا
وغيرهم وبعض الناس يعبدون انبيائهم ... فهنا مثلا لا يمكن ان يكون
 هؤلاء الاولياء والانبياء طواغيت ذلك لان كل طاغوت كافر  
لكن هنا المشركين والكفار قد جعلوا هؤلاء الاولياء والانبياء والصالحين 
آلهة  يعبدونها من دون الله وهناك فرق فى المعنى بين الطاغوت والاله 

وهذه الاية الكريمة توضح وتقرب المعنى 


وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ
مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ
 كنت قُلته فَقَدْ عَلِمتهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ 
عَلَّامُ الْغُيُوبِ  مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
 رَبِّى وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ
 الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
(المائدة 116-117)


(ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقّ الّذِي فِيهِ يَمْتُرُونَ)
[سورة: مريم - الأية: 34]






الطاغوت:


الطاغوت في اللغة:
الطاغوت من طغا يطغى طغياً، ويطغو طغياناً أي:
 جاوز القدر، وارتفع، وغلا في الكفر، وكل مجاوز حده في العصيان طاغٍ. 
 مشتق من الطغيان وهو مجاوزة الحد ومجاوزة الحق إلى الباطل
 ومجاوزة الإيمان إلى الكفر وما أشبه ذلك والطواغيت كثيرون
 وكل طاغوت فهو كافر بلا شك‏.‏ 

وقد جاءت هذه الكلمة في القرآن والسنة كثيراً وخير تعريف لها
 ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه الله:

وقد قال:
(الطاغوت كل ما تجاوز العبد به حده من معبود، أو متبوع، أو مطاع،
 فطاغوت كل قوم من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه
 من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرةٍ من الله، أو يطيعونه فيما
لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم إذا تأملتها، وتأملت أحوال
 الناس معها رأيت أكثرهم عدلوا عن عبادة الله إلى عبادة الطاغوت،
 وعن التحاكم إلى الله وإلى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى التحاكم إلى
 الطاغوت، وعن طاعته ومتابعة رسوله إلى طاعة الطاغوت ومتابعته)
إعلام الموقعين 1/50.

من هذا يتبين أن الطاغوت لفظ عام يشمل كل ما يضاد
 (لا إله إلا الله)
سواء أكان شعاراً أم قانوناً أم نظاماً أم شخصاً أم رايةً أم حزباً أم فكرةً... إلخ
 ولذلك ذكر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أن الطواغيت كثيرة
 ثم حدد رءوسهم بخمسة:

الأول‏:‏
إبليس - لعنة الله - فإنه رأس الطواغيت، وهو الذي يدعو إلى الضلال
 والكفر والإلحاد ويدعو إلى النار فهو رأس الطواغيت‏.‏ 
  أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ 
[يس:60].


والثاني‏:‏
 الحاكم الجائر المغير لأحكام الله
 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ
 قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا
 بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً
[النساء:60].





والثالث‏:‏
من ادعى شيئًا من علم الغيب فمن ادعى أنه يعلم الغيب فهو طاغوت
 لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى‏:‏
 ‏{‏قُل لا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ‏}‏
 ‏[‏ النمل‏:‏  65‏]‏


عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا . إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ
 فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا }
 [ الجن: 26-27]

 والذي يدعي أنه يعلم الغيب يجعل نفسه شريكًا لله عز وجل في
 علم الغيب فهو طاغوت‏.‏ 




والرابع‏:‏

 فمن عبد من دون الله وهو راضٍ بذلك فإن من رضي أن يعبده الناس
 من دون الله فإنه يكون طاغوتًا كما قال تعالى‏:‏
 ‏{‏وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ‏}‏
 ‏[‏ المائدة‏:‏  60‏]‏

وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ }
[ الأنبياء:29]

 فالذي يعبد من دون الله وهو راضٍ بذلك طاغوت
 أما إذا لم يرض بذلك فليس كذلك‏ 




والخامس‏:‏
من حكم بغير ما أنزل الله عز وجل لأن الله سبحانه وتعالى يقول‏:‏
 { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ }
[سورة المائدة:44]
 فالذي يحكم بغير ما أنزل الله فهو يرى أن حكمه بغير ما أنزل الله
أصلح للناس وأنفع للناس أو أنه مساوٍ لما أنزل الله وأنه مخير بين أن
 يحكم بما أنزل الله أو يحكم بغيره أو أن الحكم بغير ما أنزل الله جائز
 فهذا يعتبر طاغوتًا وهو كافر بالله عز وجل‏.‏ 
هذه رءوس الطواغيت.



ايه الكرسى نقرأها ونسمعها كل يوم وهى تحمل حجة اما لنا أو علينا
فحروفها تحمل لنا رسالة واضحة  بأن شرط الإسلام والإيمان بالله
أولاً أن نكفر بالطاغوت ثم نؤمن بالله  ولا يجوز الكفر بالطاغوت فقط
 أو الايمان فقط للدخول فى الاسلام  لكن  الاثنان معا  فمشركى قريش كان
 منهم من يعبد الله وفى نفس الوقت يعبد طاغوته ويؤله غير الله 
ولذلك سموا مشركين لانهم اشركوا مع الله غيره 
وكانت حجتهم دائما 
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى )


( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى )



(( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ ))


33 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة