قصة كنت قد كتبتها فى مجلة المدرسة للأدب والثقافة
بالثانوى وأنا أقلب دفاترى القديمة وجدتها وتذكرتها
أحببت ان تشاركونى قراءتها للتذكرة :
التابعية ( أم إبراهيم الهاشمية وولدها مع عبد الواحد الواعظ )
كان فى البصرة نساء عابدات وكان منهن أم إبراهيم الهاشمية
فأغار العدو على ثغر الإسلام فأنتدب الناس للجهاد فقام عبد الواحد بن زيد
البصرى فى الناس خطيباً فحضهم على الجهاد وكانت ( أم إبراهيم )
هذه حاضرة مجلسه ....وتمادى عبد الواحد فى كلامه ثم وصف
( الحور العين ) وذكر ماقيل فيهن وأنشد فى وصف الحوراء :
*******************
غادة ذات دلال ومرح يجد الناعت فيها ما أقترح
خلقت من كل شىء حسن طيب فاليت فيها مطرح
زانها الله بوجه جمعت فيه أوصاف غريبات الملح
وبعين كحلها من عنجها وبخد مسكه فيه رشح
اترى خاطبها يسمعها إذا تدير الكاس طوراً والقدح
فى رياض مونق نرجسها كلما هبت الريح نفح
وهى تدعوه بود صادق ملىء القلب به حتى طفح
يا حبيباً لست أهوى غيره بالخواتيم يتم المنفتح
لاتكونن كمن جد إلى منتهى حاجته ثم جمع
لا.. فما يخطب مثلى من سهى إنما يخطب مثلى من ألح
****************
فماج الناس بعضهم فى بعض وأضطرب المجلس فوثبت
أم إبراهيم من وسط الناس وقالت لعبد الواحد:
يا أبا عبيد ألست تعرف ولدى إبراهيم ورؤساء أهل البصرة يخطبونه
على بناتهم وأنا أضن به عليهم فقد -والله- أعجبتنى هذه الجارية
وأنا أرضاها عروساً لولدى فكرِر ماذكرت من حسنها وجمالها
فأخذ عبد الواحد فى وصف ( الحوراء ) ثم أنشد :
*****************
تولد النور من وجهها فأزج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى لأعشبت الأقطار من غير ماقطر
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته كغصن من الريحان ذى ورق وخضر
ولو تفلت فى البحر شهد رضابها لطاب لأهل البر شرب من البحر
يكاد أختلاس اللحظ يجرح خدها بجارح وهم القلب من خارج الستر
******************
فأضطرب الناس أكثر فوثبت ( أم إبراهيم ) وقال لعبد الواحد :
يا أبا عبيد قد والله أعجبيتنى هذه الجارية وأنا أرضاها عروساً
لولدى فهل لك أن تزوجه منها هذه الساعة وتأخ منى مهرها
عشرة آلاف دينار ويخرج معك فى هذه الغزوة فلعل الله يرزقه
الشهادة فيكون شفيعاً لى ولأبيه يوم القيامة ؟؟
فقال عبد الواحد:
لئن فعلت لتفوزن أنت وولدك وأبو ولدك فوزاً عظيماً.....
ثم نادت ولدها : يا إبراهيم.... فوثب إبراهيم من وسط الناس وقال لها !!
لبيك أماه ...قالت:
أى بنى أرضيت بهذه الجارية ببذل مهجتك فى سبيله
وترك العود فى الذنوب ؟؟؟
فقال الفتى : إى والله يا أماه ..رضيت أى رضا...فقالت:
اللهم إنى أشهدك أنى زوجت ولدى هذا من هذه الجارية
ببذل مهجته فى سبيلك وترك العود فى الذنوب ...
فتقبله منى يا أرحم الراحمين ...
ثم أنصرفت فجاءت بعشرة آلاف دينار وقالت: يا أبا عبيد هذا مهر الجارية ....
تجهز به وجهز الغزاة فى سبيل الله تعالى ....
وأنصرفت فأبتاعت لولدها فرساً جيداً .... وأستجادت له سلاحاً ...
فلما خرج إبراهيم يعدو والقراء حوله يقرؤون
(( إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ))
فلما أرادت فراق ولدها دفعت إليه كفناً وحنوطاً وقالت له :
يابنى إذا أردت لقاء العدو ...فتكفن بهذا الكفن وتحنط بهذا الحنوط
وإياك أن يراك الله مقصراً فى سبيله ....ثم ضمته غلى صدرها وقبلته
بين عينيه وقالت له :
يابنى لاجمع الله بينى وبينك إلا بين يديه فى عرصات القيامة...
قال عبد الواحد فلما بلغنا بلاد العد ونودى فى النفير وبرز الناس
للقتال برز إبراهيم فى المقدمة فقتل من العدو خلقاً كثيراً
للقتال برز إبراهيم فى المقدمة فقتل من العدو خلقاً كثيراً
ثم أجتمعوا عليه فقتلوه... قال عبد الواحد: فلما أردنا الرجوع
إلى البصرة قلت لأصحابى : لاتخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى
ألقاها بحسن العزاء لئلا تجزع فيذهب أجرها .... قال : فلما وصلنا
البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت أم إبراهيم فيمن خرج...
قال عبد الواحد : فلما نظرت إلى قالت : يا أباعبيد
هل قبلت منى هديتى فأهنأ أم ردت على فأعزى ؟؟؟
فقلت لها : قد قبلت هديتك ... إن إبراهيم حى مع الأحياء يرزق ..
فخرت ساجدة لله شكراً وقالت: الحمد لله الذى لم يخب ظنى ....
وتقبل نسكى منى.... وأنصرفت ....... فلما كان من الغد أتت
إلى مسجد عبد الواحد فنادت: السلام عليك يا أبا عبيد ....بشراك...
فقال : لازلت مبشرة بالخير ...فقالت : رأيت البارحة ولدى (إبراهيم )
فى روضة حسناء وعليه جبه خضراء وهو على سرير من
اللؤلؤ وعلى رأسه تاج وإكليل وهو يقول :
يا أماه أبشرى فقد قبل المهر وزفت العروس
************
23 التعليقات:
افتقدنا بوستاتك الرائعة اختنا الفاضلة
هكذا
كانت المراة المسلمة
مجاهدة صبورة مؤمنة بقضاء الله
تحيتي
السلام عليكم
إنه الفداء،والبذل في سبيل الله.
أعجبتني الأبيات كثيرا وكذلك القصة التي صراحة لأول مرة أسمعها، وأقرأها.
جزاك الله خيرا على ما أضفت لي :)
لقد وجدت البكاء طريح عيناى من فرط السعاده بعوده ام هريره فحقا لم اكن وحدى الذى يفتقدها ولكن عالم التدوين كله كان يفتقدها حقا اهلا ومرحبا بكى وسط احبابك واخواتك وتصدقائك فانتى حقا تركتى فراغا كبيرا هنا
جميل ان نعرف هذه المعلومات الكثيره عن ام ابراهيم الهاشميه جزاكى الله خيرا
نتمنى انلا نفتقدك ثانيا
تحياتى الاحـــــــــلام
كلنا سعداء برجوعك وتواجدك هنا
وكلنا أشواق لحروف قلمك ووميض عطائك
بانتظار قلمك ومشاركاتك وحضورك وتفاعلك
تمنياتي لك بالتوفيق وداوم الصحه والعافيه
الف حمدلله على السلامه
الله عليكى
و الله إن عيونى دمعت حب فى الله و رغبة فى الشهادة
مافيش كلام بعد ده أبدا
تحياتى لك
ماشاء الله
بارك الله فيك وأعزك
عمل هادف ويحمل معان سامية
أختي أم هريرة
أهلا بعودتك وبمدينتك التي فتحت بأعذب الكلام..
صدقيني لدينا هنا نساء عابدات ينافسن أم ابراهيم في عزمها وفي فعلها فلا بد أنك سمعت بأم الشهيد محمد فرحات التي جهزت ابنها للمعركة وزودته بالسلاح وارسلته هدية وفداء للوطن وسارت على نهجها أم محمد حلس التي اشترت الأخرة بالدنيا وأفرحت قلوب حور العين بابنها ..
وهناك من سيدات بلادي من جدن بأنفسهن في سبيل الله وفي سبيل الوطن فملأن قلوبهن إيمانا و تطوقن بأحزمة المجد وفجرن أجسادهن الطاهرات فكانت هنادي جردات ووفاء ادريس وريم رياشي ... وغيرهن كثيرات نماذج حق للانسانية أن تفتخر بهن..
هناك نقطة أود الاشارة لها وهي:
بعض التقارير الاعلامية الغربية التي تقول إن المرأة الفسطينية لا تتمتع بحنان الام واستشهدوا في مقالاتهم هذه بإم محمد فرحات ..لكننا نرد عليهم بأنكم لا تعلمون تعاليم ديننا ولا تعرفون شيئا عن ثوابتنا وعن ايثارنا للدنيا مقابل جنان النعيم في الأخرة
أنتم لا تعرفون خنساواتونا..انتم لا تعرفون إم ابراهيم الهاشمية ...
غاليتي أم هريرة
أشتاق دوما لكي أكون هنا
تحيتي
الصبر
من صفات المرأة المؤمنه غاليتى
طرح رائع لقصه تحمل الكثير من المعانى
تحياتى
عودة محمودة وجميلة كلنا افتقدنا المرور هنا
حمد لله علي السلامة
وفي انتظار المزيد ان شاء الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عودا حميدا أختي "أم هريره" و عدت عودا بهيا
تأثرت كثيراً بهذه القصة القيمة جزاك الله خيراً أن أخبرتينا بها و أشكرك على مشاركتنا إياها .
@سواح في ملك اللــــــــــــــــــه-
السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخى سواح على شعورك الطيب
المرأة المسلمة حين تتعلم امور دينها جيدا لا يكون هناك افضل منها فى الدنيا باثرها فى اى مكان وزمان
الحمد لله على نعمة الاسلام
تحياتى وتقديرى لك
@أبو حسام الدين
السلام عليكم استاذى
سعيدة جدا جدا جدا ان القصة راقت لك وانك اول مرة تقرأها هههههه
هذا ما ابغيه من مدينتى ان اضيف جديد لكل انسان اثقل به ميزان حسناتى
وسعيدة اكتر ان الابيات اعجبتك ايضا
بارك الله فيك اخى ولاحرمنا الله من تشريفك الراقى لمدينتى
لك ارق تحية وتقدير
@الاحلام
السلام عليكم اخى ابو داوود
كلماتك الرقيقة اثرت بى جدا وكلما اجد الاصدقاء بهذا الشعور الصادق الجميل احمد الله كثيرا على نعمته فحب الناس هبة من الله لايقدرها الا القليلين
بارك الله فيك اخى واسعد قلبك برضاه عليك
سلمك الله اخى ولك ارق تحية وتقدير
@ابوسفيان
السلام عليكم
مرحبا بك اخى الكريم اشتقنا لطلتك الطيبة وسعيدة بتشريفك وبكلماتك الرقيقة
سلمك الله وبارك فيك
اشكرك جدا جدا
لك ارق تحية وتقدير
@الشاعر الفنان أحمد فتحى فؤاد
السلام عليكم شاعرنا الجميل
و الله إن عيونى دمعت حب فى الله و رغبة فى الشهادة
رزقنا الله واياك الشهادة فى سبيله
جزاك الله خيرا اخى وكلماتك اثرت بى جدا واحمد الله انها بلغت بروحك هذا الحد الطيب
كن من مدينتى دائما قريب
تحياتى وتقديرى لك
@محمد الجرايحى
السلام عليكم استاذى الكريم
جزاك الله خيرا
اسعدنى تشريفك بوركت اخى
لك ارق تحية وتقدير
@زينة زيدان
السلام عليكم زينة فلسطين
اتدرى يازينة بناتنا لما وضعت هنا هذه القصة
وضعتها من اجل تعليقك هذا :)
فلسطين الحبيبة حلم لا يترك واقعى وليلى ونهارى
((((بعض التقارير الاعلامية الغربية التي تقول إن المرأة الفسطينية لا تتمتع بحنان الام ))
منذ متى نستقى معلوماتنا من الغرب
وماذا يعرف عن امهاتنا ونسائنا
اختاه المرأة الفلسطينية اعظم مثال لنساء المسلمين والعرب
وكم فيها ام ابراهيم وكم من رجالهم عبد الواحد الواعظ ايضا
بوركت ارض انجبتكم حبيبتى ونصركم الله على اعدائه واعز بكم الاسلام
وكما تشتاقين ان تكونى معى فى مدينتى فمدينتى ايضا انشأتها لتكون بيتكم الدائم :)
سعيدة بك وبتشريفك الجميل هنا
تحياتى وتقديرى
@جايدا العزيزي
السلام عليكم
الصبر
نعم ياجايدا ان من اعظم صفات المرأة على الاطلاق هى الصبر والحنان
وام ابراهيم من منطلق حنانها على ابنها وحبها له وشوقها ان ينال اعظم مراتب ودرجات الجنة صنعت ماكان منها
اشكرك غاليتى وبارك الله فيك
تحياتى وتقديرى
@سندباد
السلام عليكم
سلمك الله اخى امجد اشكرك جدا جدا
بارك الله فيك اخى
سعيدة ان القصة نالت اعجابك :)
لك ارق تحية وتقدير
@ريهام المرشدي
السلام عليكم
مرحبا بك اختى الغالية
بارك الله فيك حبيبتى
وجزاك الله خيرا
لك ارق تحية وتقدير
صباح الخير ياقمر
الف الحمدلله ع السلامة
والله اقشعر بدني من قراءة القصة
ربنا يكتب لكل ام الجنه والفرحة لاولادها
امين ياااااااارب
تقبلي مروري ياقمر
أختى الفاضلة ..
ما شاء الله .. قصةٌ أكثر من رائعة تعبر بصدقٍ عن فهم معنى الجهاد عند المسلمين الأوائل مع الاحتساب عند الله والإيمان العميق بأنه تعالى لن يضيع أجر العاملين.
جزاك الله خيراً.
المدونة ممتازة والمقال رائع شكرا لك وبارك الله فيك بالنجاح ...
إرسال تعليق