بحث عن:

الخميس، 20 أكتوبر 2011

23   أم إبراهيم الهاشمية





قصة كنت قد كتبتها فى مجلة المدرسة  للأدب والثقافة
بالثانوى وأنا أقلب دفاترى القديمة وجدتها وتذكرتها
 أحببت ان تشاركونى قراءتها للتذكرة :


التابعية ( أم إبراهيم الهاشمية وولدها مع عبد الواحد الواعظ )

كان فى البصرة نساء عابدات وكان منهن أم إبراهيم الهاشمية
 فأغار العدو على ثغر الإسلام فأنتدب الناس للجهاد فقام عبد الواحد بن زيد
البصرى فى الناس خطيباً فحضهم على الجهاد وكانت ( أم إبراهيم )
هذه حاضرة مجلسه ....وتمادى عبد الواحد فى كلامه ثم وصف
 ( الحور العين ) وذكر ماقيل فيهن وأنشد فى وصف الحوراء :

*******************
غادة ذات دلال ومرح يجد الناعت فيها ما أقترح
خلقت من كل شىء حسن طيب فاليت فيها مطرح
زانها الله بوجه جمعت فيه أوصاف غريبات الملح
وبعين كحلها من عنجها وبخد مسكه فيه رشح
اترى خاطبها يسمعها إذا تدير الكاس طوراً والقدح
فى رياض مونق نرجسها كلما هبت الريح نفح
وهى تدعوه بود صادق ملىء القلب به حتى طفح
يا حبيباً لست أهوى غيره بالخواتيم يتم المنفتح
لاتكونن كمن جد إلى منتهى حاجته ثم جمع
لا.. فما يخطب مثلى من سهى إنما يخطب مثلى من ألح 

****************

فماج الناس  بعضهم فى بعض وأضطرب المجلس فوثبت
 أم إبراهيم  من وسط الناس وقالت لعبد الواحد:
يا أبا عبيد ألست تعرف ولدى إبراهيم  ورؤساء أهل البصرة يخطبونه
 على بناتهم وأنا أضن به عليهم  فقد -والله- أعجبتنى هذه الجارية
 وأنا أرضاها عروساً لولدى فكرِر ماذكرت  من حسنها وجمالها
 فأخذ عبد الواحد فى وصف ( الحوراء ) ثم أنشد :

*****************
تولد النور من وجهها فأزج طيب الطيب من خالص العطر
فلو وطئت بالنعل منها على الحصى لأعشبت الأقطار من غير ماقطر
ولو شئت عقد الخصر منها عقدته كغصن من الريحان ذى ورق وخضر
ولو تفلت فى البحر شهد رضابها لطاب لأهل البر شرب  من البحر
 يكاد أختلاس  اللحظ يجرح خدها بجارح وهم القلب من خارج الستر 

******************

فأضطرب الناس أكثر فوثبت ( أم إبراهيم ) وقال لعبد الواحد :
يا أبا عبيد قد والله أعجبيتنى هذه الجارية  وأنا أرضاها عروساً
 لولدى فهل لك أن تزوجه منها هذه الساعة وتأخ منى مهرها
عشرة آلاف  دينار ويخرج معك فى هذه الغزوة فلعل الله يرزقه
 الشهادة فيكون شفيعاً لى ولأبيه يوم القيامة ؟؟
فقال عبد الواحد:
لئن فعلت لتفوزن أنت وولدك وأبو ولدك فوزاً عظيماً.....
ثم نادت ولدها :  يا إبراهيم.... فوثب إبراهيم من وسط الناس وقال لها !!
 لبيك أماه ...قالت: 
أى بنى أرضيت بهذه الجارية ببذل مهجتك فى سبيله
 وترك العود فى الذنوب ؟؟؟
فقال الفتى : إى والله يا أماه ..رضيت أى رضا...فقالت:
اللهم إنى أشهدك أنى زوجت ولدى هذا من هذه الجارية
  ببذل مهجته فى سبيلك وترك العود فى الذنوب  ...
فتقبله منى يا أرحم الراحمين ...

ثم أنصرفت فجاءت بعشرة آلاف دينار وقالت: يا أبا عبيد هذا مهر الجارية ....
تجهز به وجهز الغزاة فى سبيل الله تعالى ....
وأنصرفت فأبتاعت لولدها فرساً جيداً .... وأستجادت له سلاحاً ...
فلما خرج إبراهيم يعدو والقراء حوله يقرؤون 

(( إن الله أشترى من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ))

فلما أرادت فراق ولدها دفعت إليه كفناً وحنوطاً وقالت له :
 يابنى إذا أردت لقاء العدو ...فتكفن بهذا الكفن وتحنط بهذا الحنوط
وإياك أن يراك الله مقصراً فى سبيله ....ثم ضمته غلى صدرها وقبلته
 بين عينيه وقالت له :
يابنى  لاجمع الله بينى وبينك إلا بين يديه فى عرصات القيامة...
قال عبد الواحد فلما بلغنا بلاد العد ونودى فى النفير وبرز الناس
 للقتال برز إبراهيم فى المقدمة فقتل من العدو  خلقاً كثيراً
 ثم أجتمعوا عليه فقتلوه... قال عبد الواحد: فلما أردنا الرجوع
 إلى البصرة قلت لأصحابى : لاتخبروا أم إبراهيم بخبر ولدها حتى
 ألقاها بحسن العزاء لئلا تجزع فيذهب أجرها .... قال : فلما وصلنا
 البصرة خرج الناس يتلقوننا وخرجت  أم إبراهيم فيمن خرج... 
قال عبد الواحد : فلما نظرت إلى قالت : يا أباعبيد
 هل  قبلت منى هديتى فأهنأ أم ردت على فأعزى ؟؟؟
فقلت لها : قد قبلت هديتك ... إن إبراهيم حى مع الأحياء يرزق ..
 فخرت ساجدة لله شكراً  وقالت: الحمد لله الذى لم يخب ظنى ....
وتقبل نسكى منى.... وأنصرفت ....... فلما كان من الغد أتت
 إلى مسجد عبد الواحد فنادت: السلام عليك يا أبا عبيد ....بشراك...
 فقال : لازلت مبشرة بالخير ...فقالت : رأيت البارحة ولدى (إبراهيم )
 فى روضة حسناء وعليه جبه خضراء وهو على سرير من
 اللؤلؤ وعلى رأسه تاج وإكليل  وهو يقول :

يا أماه أبشرى فقد قبل المهر وزفت العروس 

************

23 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة