بحث عن:

السبت، 26 نوفمبر 2011

20   تجاربى مع ذوى الاحتياجات الخاصة



لكل شيء إذا ما تم نقصان * فلا يغر بطيب العيش إنسان


واجب تدوينى جديد  أهدتنى اياه الأخت الرقيقة لوسى 

 صاحبة مدونة  أحاديث رمادية .
والواجب عبارة عن سؤال طرحته  ويجب على اجابته

السؤال هو:
  ما هي تجاربك أنت مع ذوي الاحتياجات الخاصة ...؟؟؟؟؟

"نحن" و "الاحتياجات الخاصة" 1

بالطبع وقفت كثيراً أمام هذا السؤال وترددت ياترى ستكون الاجابة عليه فى المدينة الفاضلة ( الإسلامية )
أم ستكون فى سلماً للسماء ( الثقافية ...وخواطر ) ... اخيراً رأيت أن الحديث عن هذا الموضوع 
مكانه مدونتى الإسلامية  ذلك لأن الإسلام حض على معاملة ذوى الحاجات بأسلوب طيب وكريم 
وأردت أن أوضح سماحة الإسلام فى هذا  الشأن . ويجب علينا أن نعلم جيداً أن الحياة متقلبة ولاتدوم على حال
وربما أنت اليوم  بكامل صحتك لكن لاتدرى ما يخفيه عنك القدر ..نسأل الله السلامة لنا جميعاً.



فى البداية  اجابتى على سؤال لوسى :
تجربتى مع ذوى الاحتياجات الخاصة ... كان لى صديقة بالجامعة ( كلية الفنون الجميلة ) إنسانة رقيقة و رائعة 
كانت فى ( القسم الحر) أى ليست مقيدة بالكلية بشكل رسمى... وكان عقلها اقل بكثير من عمرها  لكن كانت تتجاوب معنا بشكل رائع وجميل وكنت احبها كثيراً وابحث عنها اذا غابت عن ناظرى و( اعشق ) الجلوس معها والحديث ...  وكثيرين قابلتهم بحياتى بهذه الحالة  وجميل ان نراهم حريصين على التعلم ومواصلة حياتهم بشكل يفتقده الاصحاء سبحان الله. ومن أهم الأساليب لمعاملتهم أن نشعرهم أنهم أسوياء وطبيعيين لأن ذلك يدفعهم دائماً للتطور والتقدم بشكل طبيعى فى حياتهم.

*** نأتى الآن لتوضيح سماحة الدين الإسلامى الذى يحض على الرحمة ومعاملة هؤلاء بأسلوب رقيق وطيب.


يقول تعالى
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11]
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: 
"الكِبْر بطر الحق وغَمْط الناس"رواه مسلم .."وغمط الناس": احتقارهم والاستخفاف بهم
وهنا نعلم أن الإسلام أنكر على من يحتقر هؤلاء (ذوى الأحتياجات الخاصة ) أو أن يعاملهم بمهانة وسخرية 


أمثلة من خلق الرسول عن كيفية معاملتهم برحمة  :
******************************


1- إجابة الرسول صلى الله عليه وسلم دعوة عتبان بن مالك الأنصاري – رضي الله عنه - وكان ضرير البصر والذي دعاه ليصلي في بيته ؛ ليتخذه مصلى يصلي فيه ، وتطييبا لخاطره ، وتقديرا لحاجته ، ومراعاة لظرفه 
فقال عتبان : وددتُ يا رسول الله أنك تأتيني فتصلي في بيتي فأتخذه مصلى .
فوعده صلى الله عليه وسلم بزيارة وصلاة في بيته !
قال عتبان :فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنتُ له ، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ"، فأشرتُ له إلى ناحية من البيت ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبر فقمنا، فصفنا، فصلى ركعتين، ثم سلم. رواه البخاري ومسلم .

2-وعن أنس رضي الله عنه أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة! فَقَالَ:
"يَا أُمّ فُلاَنٍ! انظري أَيّ السّكَكِ شِئْتِ، حَتّىَ أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ"، فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت
 من حاجتها .رواه مسلم .
وهذا من حلمه وتواضعه صلى الله عليه وسلم وصبره على قضاء حوائج ذوي الاحتياجات الخاصة..

3- قد جاء الرجل الأعمى (عبد الله بن أم مكتوم رضى الله عنه ) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله ،
وكان النبي في ذلك الوقت مشغولا بدعوة كبار القوم من قريش إلى الإسلام ، فلم يلتفت إليه ،
وتغير وجهه صلى الله عليه وسلم ، ورغم أنه أعمى لم يرى وجه النبي صلى الله عليه وسلم وملامحه
 تلك اللحظة إلا أن الله عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله :
( عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى) سورة عبس: الآيات 1 – 5. 
وبعدها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلف ابن أم مكتوم رضي الله عنه على المدينة ،
 فاستخلفه مرتين يصلي بهم وهو أعمى !!رواه أحمد .
وكان ابن أم مكتوم رضي الله عنه مؤذنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى !!رواه مسلم.

قال رسول الله : " مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ "رواه أحمد ؛ 

ويقول الله عز وجل فى الحديث القدسى:
من أذهبت حبيبتيه فصبر واحتسب ، لم أرض له ثوابا دون الجنة " رواه الترمذي وصححه الألباني

4- قال صلى الله عليه وسلم :
 " أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ، ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل " حسنه الألباني في صحيح الجامع.

* مواقف لبعض الصحابة مع ذوى الأحتياجات الخاصة:
بما أن الإسلام جعل  منهم من هو أهل للزكاة ، فعن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله انه وضح لـلمسلمين مواضع السُّنة في الزكاة :
"إنَّ فيها نصيباً للزَّمْنى والمقعدين ، ونصيباً لكل مسكين به عاهة لا يستطيع عَيلة ولا تقليباً في الأرض"
كذلك يسرالإسلام  لهم في الأحكام التكليفية ، ورفع الحرج عنهم ،
{لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
 يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً} [الفتح: 17 ].
كذلك ذكر عن عمربن عبد العزيز رضي الله عنه: 
" أنه منع التسوُّل ، وفرض لذوي العاهات راتباً في بيت المال ، حمايةً لهم من ذُلِّ السؤال " .
و كتب إلى أمصار الشام: " أن ارفعوا إلى كل أعمى في الديوان أو مقعد أو من به فالج أو من به
زمانة تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة. فرفعوا إليه ، فأمر لكل أعمى بقائد ، وأمر لكل اثنين من الزمنى بخادم ".




المصدر:
موقع الدرر السنية .
- موقع صيد الفوائد .


أرجو أن أكون أجبت على هذا الواجب الرائع أختى لوسى :)
وأكون أيضا أوضحت بعض من الخلق الإسلامى  تجاه هذه الفئة التى كرمها الله 
بالأبتلاء ... لأن العبد يبتلى بقدر إيمانه ويبشر الله الصابرين 

عافانا الله واياكم ورزقنا الصحة والعافية 


20 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة