بحث عن:

السبت، 18 فبراير 2012

17   صهيب الرومى ... ليس رومى




تنويه 
تدوينة اليوم تصحيح لمعلومة خاطئة يقع فيها كثير من المسلمين  يظنون أن الصحابى الجليل صهيب بن سنان
 ( رومى الأصل ) بالطبع ليس هناك فرق بين مسلم عربى أو أعجمى إلا التقوى وحتى لايفهم الأمر على
 غير مقصده .  هذه المعلومة  مجرد تصحيح للحقائق الدينية فقط .

مقدمة
صهيب الرومى رضى الله عنه ..أحد الصحابة الذين أسلموا مبكراً فكان إسلامه مصاحب ليوم إسلام الصحابى الجليل عمار بن ياسر رضى الله عنه...مع بضع وثلاثين رجلاً ... عندما هم بالهجرة إلى المدينة أعترض طريقه المشركون ... وضيقوا عليه حتى يثنوه عن الهجره ويراودوه عن دينه وإسلامه... لكنه أبى فاشترطوا عليه أن يترك كل ماله بحجة أنه أكتسبه فى بلدهم ومن خيراتهم ...فترك كل ماله لهم و هاجر للمدينة سيراً على الأقدام ويقال أن  الهجرة أستغرقت منه ثلاثون يوماً بكل مافيها من عناء وخطر..وكان التراب والغبار يعلق بكل جسده وثيابه... وأصابه الأعياء الشديد ..حتى وصل للمدينة وسأل عن مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وحين دخل على رسول الله كان زاحفاً على ركبتيه ويديه من شدة الأعياء والتعب... وألقى برأسه فى حجر رسول الله وأخذ الرسول الحبيب يربت على شعره ويزيل عنه التراب وحين علم بقصته مع المشركين قال له ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى .. (فكان الرسول الحبيب عليه السلام قد كناه بأبا يحيى )  يقال ان صهيب رضى الله عنه قد مات فى خلافة على رضى الله عنه فى عام 38 هــ  عن عمر يقرب  من السبعين..والله أعلم


هذه المقدمة ... ليست أساس تدوينتى اليوم... لكن ما اريد إلقاء الضوء عليه هو خطأ معلومة كنت اقع فيها ايضا  فى بادىء الأمر لكن بعد دراستى لسيرة الصحابة أدركت حقيقتها ..ألا وهى نسب الصحابى صهيب رضى الله عنه فهو ليس رومى الاصل لكنه عربى وما تسميته بالرومى إلا لأسباب وحتى نعرفها لابد من معرفة بعض الأمور :

أولاً.. نسبه 
صهيب بن سنان الرومى.. أبوه: سنان بن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن جذيمة بن كعب ابن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان. وكان سنان عاملاً (أي والياً) لكسرى على الأبلة (حالياً البصرة). أمه: سلمى بنت قعيد بن مهيص بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم بن مر بن إد بن طابخة بن إلياس بن مضربن نزار بن معد بن عدنان. ولد قبل البعثة بحوالي عشرين سنة .


ثانيا ًسبب تسميته  بالرومى :
كان صهيب وهو صغيراً يعيش فى بلاد العراق وكان أبوه من المقربين لكسرى حاكم الفرس فولاه  ايله ... فكان أبوه من نسل أولاد النمر بن قاسط من العرب...الذين هاجروا للعراق فى ذلك الوقت.وكان صهيب أحب أولاده إليه فى ذلك الوقت لم يجاوز الخامسة من عمره. كان صهيب جميل الوجه، أحمر الشعر ممتلئ النشاط ذا عينين تشعان فطنة ونجابة. ولثقل لسانه وحمرة شعره، أطلق عليه اسم صهيب الرومي... ويقال سمى الرومى لأن الروم قد أسرته فى أحد  غاراتها على قرى الفرس  وقتلت من قتلت وأسرت اخرين وكان صهيب  من جملة الأسرى للروم...وبيع عبداً وتنقل من سيد لأخر فى تلك البلاد ... ومع كثرة تحدثه بالرومية كان نطقه للعربية ثقيل لكن صهيب لم ينسى انه عربى ففر من بلاد الروم الى مكة إلى أن قابل عبد الله بن جدعان أحد سادات مكمة وأشرافها فحالفه وعمل معه بتجارته الى ان رزقه الله ثروة عظيمة وتجارة رائجة وقد أطلق عليه العرب حينذاك صهيب الرومى .

وتلك الثروة التى أكتسبها صهيب  كانت سبب شرفه فى الجاهلية ورفعة شأنه بعد الإسلام فقد ربحها بعد شقاء وتعب ومثابرة لتكون له عزاً حين يتركها لله  رب العالمين حين إشترط عليه المشركون ذلك  حين هم بالهجرة الى الله ورسوله ويلحق بالمسلمين بالمدينة ... فقبل المشركين المال وتركوه قائلين: أتيتنا صعلوكًا فقيرًا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك؟؟!!. فدلهم على ماله وانطلق إلى المدينة...ليظفر بأطيب صحبة  ومكانة بين إخوانه من المسلمين.

فنزل فيه قوله تعالى:
 (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد )  [البقرة: 207].

 من أهم صفاته الشخصية رضى الله عنه ومواقفه مع رسول الله :
يتحدث صهيب  عن ولائه للإسلام فيقول: "لم يشهد رسول الله مشهدًا قط، إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضره، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضره، ولا غزا غزاة قط، أول الزمان وآخره، إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خاف -المسلمون- أمامهم قط، إلا كنت أمامهم، ولا خافوا وراءهم، إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله بيني وبين العدو أبدًا حتى لقي ربه".

وقد  كان رضى الله عنه  كريماً جواداً كثير الإنفاق فى الخير وكان  مرح النفس  إلى جانب ورعه و خفيف الروح، حاضر النكتة، فقد رآه الرسول يأكل رطب، وكان بإحدى عينيه رمد، فقال له الرسول ضاحكًا مازحاُ معه: "أتأكل الرطب وفي عينيك رمد", فأجاب قائلاً: "وأي بأس؟ إني آكله بعيني الأخرى!!". 

ولا ننسى ايضا ان الفاروق عمر حين اغتاله أبو لؤلؤة المجوسى قد أمر المسلمين بأن يأمهم بالصلاة صهيب رضى الله عنه ... وتلك مكانه لها مفهومها عند الفقهاء...وقد ذكر عنه أحاديث كثيرة لرسول الله منها :


عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب قال: قال رسول الله : "عجبًا لأمر المؤمن, إن أمره كله خير, وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له"..


رضى الله عن صهيب الرومى وعن سائر صحابة رسول الله
 (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد )



المصادر 
1- سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبى ( بتصريف )
2- الكتاب الإلكترونى الإسلامى 


17 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة