بحث عن:

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

10   أشفق عليك يا ملك


( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون.)..السجدة 11

مطر ..مطر ..مطر فى كل مكان لكنه ليس مطر غيث بل دماء حرام حرمها الله تعالى ان تراق بلا ذنب  أو خطيئة ...
تابعنا كلنا الايام الماضية الاحداث الدامية فى كل بلد ...سوريا ..العراق ...فلسطين... حتى ليبيا لازالت تعانى من اراقة الدماء...
عندما يكون الانسان مهيىء نفسياً احياناً ان يستقبل الموت فى اى لحظة ربما تكون المصيبة اهون لكن عندما تأتى المصيبة فجأة ودون توقعات فتكون قاسية أليمة تحتاج صبر وعزيمة أقوى وأشد... 

والقلب يحزن والعين تدمع ولا نقول الا مايرضى الله حين نفارق الاحباب :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 
( ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا  ثم احتسبه الا الجنة)رواه البخاري

كارثة اسيوط وأطفالنا الذين راحوا نتيجة أهمال او فساد او لنقول هو بالنهاية قدر لامفر منه ...هم الان ( رحمهم الله ) فى شغل عما نحن فيه الان ... ونحن من نحتاج رحمة الله ومغفرته ...نسأله تعالى العفو والعافية... وبعيداً عن التساؤلات المتكررة والاستفهامات الكثيرة عن من هو الجانى الحقيقى ومن وراء ماحدث وما السبب  فمن يعرفنى جيدا من الاصدقاء يعلم عنى انى انشغل كثيرا فى بعض الاحداث بأشياء فى عمق الحدث ... رغم الأسى والحزن الذى غسل أرواحنا وأحاط بعقولنا إلا ان هناك فكرة سيطرت على عقلى وتساؤل  تكرر بفكرى ...

ملك الموت.!!!!... ذلك الذى يحوم حولنا كل يوم مرات ومرات ويرانا ولا نراه ولا نقدره حق قدره ... أشفق عليك ايها الملك الكريم  من عملك الذى وكلت به... وأعتذر منك أنى لم أقرأ عنك كثيراً ولم أحاول التقرب منك  كما يجب وكما أمرنا الحق تبارك وتعالى ..
وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (أكثروا من ذكر هادم اللذات )) يعنى الموت
رواه الترمذي وقال حديث حسن

عشرات الاطفال رحلوا فى لحظات من الحياة وفارقوا احبابهم تحت عجلات قطار الصعيد  وبنفس الوقت يغادر الحياة اطفال بغزة وفلسطين وسوريا وشباب ورجال وشيوخ ونساء ... كيف تقوم بهذا العمل ايها الملك الطيب فأنا أشفق عليك  من عناء هذا العمل ...  وأعود لأرد على نفسى ان الملائكة موكلون بأعمالهم ومهيأون لهذا ومن جبل وخلق بأحاسيس ومشاعر هو الانسان والأنسان فقط ..يحب ..يكره..يشتاق ..يأسى...يحزن  ..يألم... يقتل ويقتل ويقتل ثم يقتل ولايدرى انه بجرائم قتله يزيد من اوقات عمل هذا الملك الطيب ( ملك الموت) .
تساؤلات حطرت ببالى :
ماهيئة ملك الموت كيف يقوم بعمله الشاق هذا وكيف يقبض الارواح بهذه الكثرة فى آن واحد 
بحثت وقرأت ووصلت لبعض النتائج المبسطة اقدمها لمن يريد ان يشاركنى اجابات تلك الاسئلة

قال رسول الله‌ صل الله عليه واله وسلم :
 لما أسري بي إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلاّ، رِجل له في المشرق و رِجل له في المغرب، و بيده لوح ينظر فيه و يحرك رأسه، قلت: يا جبرئيل من هذا قال: ملك الموت

يقول بعض السلف :
له أربعة أجنحة: جناح تحت العرش وجناح في ثرى الثرى وجناح في المشرق وجناح في مغرب المغرب، له في كل جناح سبعون ألف جناح، وفي كل جناح سبعون ألف ريشة في كل ريشة سبعون ألف شعبة في كل شعبة سبعون ألف زغبة وسبعون ألف شعرة، في كل شعرة سبعون ألف كأس لأحباء الله عز وجل، وسبعون ألف كأس لعدو الله عز وجل، فذلك قوله عز وجل: ...
( فأما ان كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما ان كان من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم )

عن عكرمة رحمه الله تعالى في قوله عز وجل: 
(وهو الذى يتوفاكم بالليلِ ويعلم ما جرحتم بِالنهار ) الانعام
قال: يتوفى الأنفس عند موتها قال:
 وما من ليلة إلا والله عز وجل يقبض الأرواح كلها  ( اى حين النوم ) فيسأل كل نفس ما عمل صاحبها من النهار ثم يدعو بملك الموت عليه السلام فيقول: اقبض هذا وهذا، وما من يوم إلا وملك الموت ينظر في كتاب حياة الناس قائل يقول ثلاثا وقائل يقول خمسا.

و ملك الموت عليه السلام كل خطوة منه من المشرق إلى المغرب قلت: أين تكون أرواح المؤمنين قال: عند السدرة.
عن عبد ربه بن بارق الحنفي قال: حدثني خالي زميل بن سماك الحنفي أنه سمع أباه يحدث ولقي عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في المدينة بعدما كف بصره قال: قلت لي يا ابن عباس ما تقول في أمر غمني واهتممت به قال: قلت نفسان اتفق موتهما في طرفة عين واحد في المشرق وواحد في المغرب كيف قدر عليهما ملك الموت ؟ قال: والذي نفسي بيده ما قدرة ملك الموت على أهل المشارق والمغارب والظلمات والنور والبحور إلا كقدرة الرجل على مائدته يتناول من أيها شاء.

عن مجاهد رحمه الله تعالى في قول الله تعالى: 
( قل يتوفاكم ملك الموت الذِى وكل بِكم ) السجدة 
  قال: حويت له الأرض فجعلت له مثل الطست يتناول منها حيث شاء

أختلف العلماء فى أسم ملك الموت  ولم يذكر له تفصيل بالقرآن الكريم سوى انه ( ملك الموت )
( قل يتوافكم ملك الموت الذى وكل بكم ) ق
بعض الاقول تذكر ان اسمه عزرائيل والبعض الاخر يكتفى بأنه كما سماه الحق تبارك وتعالى ( ملك الموت) 

ايضاً يذكر ان له ملائكة تحت أمرته موكلين بالمؤمنين واخرين بالمكذبين الكافرين كما قال تعالى :
( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة ) ...النحل
فملك الموت يقبض بإذن الله الارواح ومن معه من الملائكة موكلون كل بما امروا به من مات مؤمناً اصطحبوه وجهزوه للجنة وما فيها من نعيم واذا كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم .


والملائكة الأربعة  جبريل وميكائيل وإسرافيل و ملك الموت عليهم السلام؛ أول من خلقهم الله عز وجل من الخلق وآخر من يميتهم الله وأول من يحييهم، وهم المدبرات أمرا والمقسمات أمرا.
ويأتى ملك الموت يوم القيامة بعد ان يقبض كل أرواح المخلوقات فينطلق الى جبريل  عليه السلام فيجده ساجدا راكعا فيقول له:ما أغفلك عما يراد بك يا مسكين قد مات بنو ادم وأهل الدنيا والأرض والطير والسباع والهوام وسكان السموات وحملة العرش والكرسي والسرادقات وسكان سدرة المنتهى وقد أمرني المولى بقبض روحك ‎فيقبض روحه الشريفه بعد ان يسأل الله تعالى انيخفف عنه سكرت الموت وهذا حال كل الخلائق حين يأتيهم الموت يتضرعون ويسألون الله ان يخفف عنهم هول هذا الموقف وسكرات الموت..
وبعد ان يفرغ ملك الموت من قبض كل الأرواح  يسأل الله ملك الموت من بقي يا ملك الموت ؟ ( وهو تعالى اعلم  ) فيقول مولاي وسيدي أنت اعلم بمن بقي ...بقي عبدك الضعيف ملك الموت فيقول الجبار عز وجل : وعزتي وجلالي ,وعزتي وجلالي لأذيقنك ما أذقت عبادي فيقول الله : ُمت يا ملك الموت !!؟
فيصيح صيحة لولا أن الله تبارك وتعالى أمات الخلائق لماتوا عن أخرهم من شدة صيحته فيموت
يقول ملك الموت : وعزتك وجلالك لو كنت أعلم أن سكرات الموت شديدة هكذا لدعوتك أن تعفيني من قبض أرواح العباد.
قال تعالى:
 (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ) 19 ق 

ثم يطلع الله تبارك وتعالى إلى الدنيا فيقول:
يا دنيا أين أنهارك أين أشجارك وأين عمارك؟
أين الملوك وأبناء الملوك وأين الجبابرة وأبناء الجبابرة؟
أين الذين أكلوا رزقي وتقلبوا في نعمتي وعبدوا غيري,لمن الملك اليوم؟
فلا يجيبه أحد ‎
اين الجبارين؟ اين الجبارين؟
فيقول تعالى: 
( لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )..غافر

فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم وهذه العظة والعبرة الحقيقية من الموت الذى نتجرع كأسه كل يوم فى حبيب وغالى ... وان لم يكن لك من الموت واعظ فلن تفعك  اى مواعظ ... 
( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) (آل عمران )


( اللهم إنِي أعوذ بِك من زوالِ نعمتك  وتحولِ عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك )

المصادر:
ابن الجوزى
رياض الصالحين

10 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة