بحث عن:

الخميس، 23 ديسمبر 2010

14   مَرْصَد الْمُدَوِنَات الْعَرَبِيَّة فِى ضِيَافَة الْمَدِيْنَة الْفَاضِلَة


ومحاولة لإلقاء الضوء على بعض المواقع ذات الفائدة يَسْعَد الْمَدِيْنَة الْفَاضِلَة
 أَن تَسْتَضِيْف الْأُسْتَاذ :
( تَوْفِيْق التِلْمَسَانّى ) صَاحِب ( مَرْصَد الْمُدَوِنَات الْعَرَبِيَّة )
 لَيُحَدِّثُنَا عَن تَجْرِبَتِه فِى عَالَم الْتَّدْوِيْن ... وَعَن طُمُوَحَّاتِه الْمُسْتَقْبَلِيَّة فِى رَحَلَتِه التَّدُّوِينِيّة
فمرحباً بضيفنا الكريم


بِدَايَّة حَدَّثَنَا عَن رَحَلْتِك فِى عَالَم الْتَّدْوِيْن وَكَيْف انْطَلَقْت ؟؟

عندما دَخَلْت هَذَا الْمَيْدَان كَان هَدَفِي الْأَسَاسِي هُو الْكِتَابَة عَن النَّشَاط الْعَام عَلَى مُسْتَوَى الْجَوَار . كُنْت أُرِيْد أَن أَسْتَغِل هَذِه الْفُرْصَة لُمُنَاقَشَة مَجْمُوْعَة الْأَفْكَار الَّتِي كَانَت تُرَاوِدُنِي حَوْل هَذَا الْمَوْضُوْع ،خُصُوْصَا كَيْفِيَّة تَفْعِيْل الْجَمْعِيَّات الْمَحَلِّيَّة و جَعَلَهَا تُؤَدِّي دُوْهَا الَّذِي أَنْشَأْت مِن أَجْلِه.
كُنْت مُهْتَم بِهَذِه الْأَشْيَاء كَرَد فِعْل لِحَالَة الْفَسَاد الَّتِي عَمَّت الْبِلَاد و الَّتِي اقْتَرَن انْتِشَارِهَا ــ مَع كُل أَسَف ــ بِدَعْوَى خِدْمَة الْصَّالِح الْعَام و بِكُل الْأَشْيَاء الْجَمِيْلَة الَّتِي نَعْتَز بِهَا . الْشَّيْئ الَّذِي نَتَج عَنْه قَنُوْط و إِسْتِسْلام فِي أَوْسَاط الْمُوَاطِنِيْن الْمُحْتَرَمَيْن ،إِلَى دَرْجَة أَن نَفَر مُعْظَم هَؤُلَاء مِن مُمَارَسَة أَي نَشَاط فِيْه رَائِحَة الْخِدْمَة الْعَامَّة ، و كَأَن الْإِقْدَام نَحْو هَذَا الْمَيْدَان صَار تُهْمَة يخجل منها كُل مَن يَحْلَم بِالْتَّغْيِيْر . وُضِع فَتَح الْبَاب وَاسِعَا أَمَام الإِنْتِهَازِّيِّين كَي يَسْتَوْلُوْا عَلَى مَزِيْد مِن المَؤَسّسَات الْأَهْلِيَّة و   أن يُمَارِسُوْا مَّزِيد مِن الإِنْتِهَازِيّة و يَتَسَبَّبُوَا فِي مَزِيْد مِن الْفَسَاد.
مِن جِهَتِي الْنَّتِيجَة الَّتِي خَلَصْت إِلَيْهَا هِي أَنِّي اقْتَنَعْت بِأَن هَذِه الْحَالَة لَا تَسْمَح لَنَا كَمَوَاطنَين غَيُوْرَيْن عَلَى كَرَامَتُنَا و عَلَى مُسْتَقْبَل أَبْنَائِنَا ، لَا تَسْمَح لَنَا بِأَن نَتَنَصَّل كُلِّيَّة عَن تَحَمُّل مَسْؤُوْلِيَّاتِنَا . 

كَانَت هَذِه هِي الْأَجْوَاء ـ أَو يُمْكِنُك الْقَوْل ـ الْمُبَرِّرَات الَّتِي دَخَلْت بِسَبَبِهَا عَالِم الْتَّدْوِيْن ثُم بَعْد أَن تَوَغَّلْت فِيْه ، و تَمَلَّكَنِي سَحَرَه وُجِدَت نَفْسِي مِن غَيْر أَن أَدْرِي أُطَوِّع طُمُوْحَاتِي و أَعْمَل مِن أَجْل أَن تَنْسَجِم مَعَه إِلَى أَن تَوَضَّحَت فِكْرَة الْمُدَوِنَات الْجَوَارِيّة فَقَرَّرْت أَن أُنْشِئ مُدَوَّنَة مُتَخَصِّصَة فِي فَن الْتَّدْوِيْن عَلَى أَمَل أَن أَتَقَرَّب بِهَا أَكْثَرُمِن هَذَا مَيْدَان و أَتَمَكَّن مِن الْأَدَوَات الَّتِي تُسَاعِدَنِي فِي خِدْمَة ذَلِك الْحُلُمقَبْل أَن نَخُوْض فِي تَفَاصِيْل هَذَا الْحُلْم نُرِيْدُك أَن تُخْبِرَنَا و لَو بِاخْتِصَار


 مَن هُو تَوْفِيْق التِلْمَسَانّى؟؟ 

بِاخْتِصَار شَدِيْد أَنَا مَوَاطِن عَادِي يَسْعَى كَي يَجْعَل لِحَيَاتِه مَعْنَى. وُلِدْت فِي 20 / 08 / 1967 م . نَشَأْت فِي عَائِلَة جَزَّائِرِيّة بَسِيْطَة بِأَقْصَى الْشِّمَال الْغَرْبِي لِلْبِلاد ( فِي وِلَايَة تِلِمْسَان ) تَوّقِفِت عَن الْدِّرَاسَة فِي مُسْتَوَى الثَّالِثَة ثَانَوِي شُعْبَة آَدَاب لَكِنِّي و الْحَمْد لِلَّه لَم أَنْقَطِع عَن الْقِرَاءَة و الْكِتَابَة إِلَى الْيَوْم .أَثْنَاء فَتْرَة دِرَاسَتِي كُنْت مُوَلَّع بِفَن الْرُّسُم و هَذَا إِلَى دَرَجَة أَنِّي لَمَّا تَوّقِفِت عَن الْدِّرَاسَة الْنِّظَامِيَّة دَخَلْت مَعْهَد الْفُنُوْن الْجَمِيْلَة و دَرَسَت فِيْه لِبِضْعَة أَشْهُر . فِي الْوَقْت الْحَالِي أَنَا أَشْتَغِل فِي مَيْدَان الْتِّجَارَة ( لَدَي مَحَل لِبَيْع الْمَوَاد الْغِذَائِيَّة ) .مُتَزَوِّج ، و أَب لِطِفْلَة عُمْرُهَا أَرْبَع سَنَوَات سَمَّيْتُهَا : أَمِيْرَة. لِنَعُود إِلَى مَوْضُوْع الْمُدَوِنَات الْجَوَارِيّة .هَل لَك أَن تُعْطِيَنَا تَعْرِيْف بَسِيْط عَنْهَا ،و تُطْلِعُنا عَن أَهَمِّيَّتِهَا وَمَا هِى احْلامُك الْمُسْتَقْبَلِيَّة فِى هَذَا الْإِطَار؟ بِالْنِّسْبَة لِلْتَّعْرِيْف فَهِي تَعْنِي الْمُدَوِنَات الَّتِي يَتَخَصَّص أَصْحَابَهَا فِي مُتَابَعَة أَخَبَار و شُؤُوْن الْجَوَار ( الْبِيْئَة الضَّيِّقَة الَّتِي يَعِيْشُوْن فِيْهَا ) كَالْأَحْيَاء فِي الْمُدُن الْكُبْرَى و الْقُرَى فِي الْأَرْيَاف. أَمَّا عَن أَهَمِّيَّتِهَا و الْهَدَف الَّذِي أَتَوَخَّاه مِنْهَا فَأَنَا تَصَوَّرت لَو يَنْخَرِط مُعْظَم أَفْرَاد الْطَّبَقَة الْمُتَوَسِّطَة فِي هَذَا الْنَّوْع مِن الْتَّدْوِيْن فَيُنْشِرُوا أَخَبَار مَا يَحْصُل مِن حَوْلِهِم ، و يُسَجَّلُوا مَوْقِفِهِم مِنْهَا، كُل فِي الْمَكَان الَّذِي يُسَكَّن فِيْه ، و الْمَكَان الَّذِي يَشْتَغِل فِيْه، أَو يُدَرِّس فِيْه. فِي هَذِه الْحَالَة سَيُسَاهَمُوا بِشَكْل غَيْر مَسْبُوْق و فِي ظَرْف قِيَاسِي فِي الْرَّفْع مِن مُسْتَوَانَا كَأَمَة ،لِأَن قِيَاس الْتَّقَدُّم فِي أَي مُجْتَمَع يَتَوَقَّف حَسَب فَهْمِي الْمُتَوَاضِع عَلَى مَدَى ارْتِبَاط الْسُّلُطَات الْحَاكِمَة فِيْه مَع الْجَمَاهِيْر الَّتِي تَحْكُمُهَا ( و أَتَوَقَّف هُنَا لَأَشِيْر بِأَنِّي لَا أَتَنَاوَل هَذِه الْعَلَاقَة مِن مُنْطَلِق حَب أَو كَرِه بَل أَتَنَاوَلُهَا مِن مُنْطَلِق عَمَل مُشْتَرَك رَغْم كُل مَا يَحْتَمِل أَن يَكُوْن بَيْن الْحَاكِم و الْمَحْكُوْم مِن اخْتِلَافَات .. عَمِل يَكُوْن نَاتِج عَن إِحْسَاس كَلَّا الْطَّرَفَيْن بِّمَسْؤُوْلِيَّة خِدْمَة الْبِلَاد ) و بِالْتَّالِي فَإِذَا كَانَت الْسُلْطَات فِي بُلْدَانِنَا تَسْتَنِد فِي مُتَابَعَتُهَا الْيَوْمِيَّة لَنَّشَاط الْمُجْتَمَع ، و بِالْخُصُوْص نَشَاط مُؤَسَّسَات الْدَّوْلَة عَلَى الْتَّقَارِيْر الَّتِي تَرْفَع إِلَيْهَا مِن قَبْل الْمَسْؤُوْلِيْن عَنْهَا، فَإِن هَذِه الْوَضْعِيَّة جَعِلْت الْقَسَم الْأَكْبَر مِن هَؤُلَاء الْمَسْؤُوْلِيْن يَسْتَغِلُّوا مَوَاقِعَهُم الْوَظِيْفِيَّة لِقَضَاء مَصَالِحِهِم الْخَاصَّة عَلَى حِسَاب الْمُوَاطِن و الْخِدْمَة الْعَامَّة الَّتِي كُلِّفُوْا بِهَا ، ثُم حَتَّى يُغَطُّوا عَلَى تَجَاوزاتِهُم يُقَدِّمُوْا عَلَى الْكَذِب فِي تَقَارِيْرِهِم الَّتِي يَرْفَعُوْنَهَا إِلَى مَسْؤُوْلِيْهِم ، فيُصَورُوا لَهُم بِأَن كُل شَيْئ عَلَى مَا يُرَام بَيْنَمَا الْعَكْس هُو الْوَاقِع. مِن هُنَا اقْتَنَعْت بِأَنَّنَا كَمُدونِين لَو عَرَفْنَا كَيْف نَسْتَغِل هَذِه الْفُرْصَة الَّتِي يُتِيْحُهَا لَنَا الْتَّدْوِيْن فِي الْإِتِّصَال الْمُبَاشِر بِالْمَسْؤُوَّلِين عَلَى دُوَلِنَا فَنُنْقَل لَهُم أَخَبَار حَيَاتُنَا فِي كُل تَفَاصِيْلِهَا و فِي كُل شِبْر مِن تُرَاب أَوْطَانِنَا ، مِن غَيْر وَسِيْط ، و بِشَكْل مُتَوَاتِر ، فِي هَذِه الْحَالَة لَا أَحَد يَمْلِك أَن يَتَمَادَى فِي غَض الْطَّرْف عَن هَذِه الْمَشَاكِل الَّتِي تُؤْذِيَنَا أَكْثَر مِن غَيْرِنَا، فَنَسَّاهُم بِالْتَّالِي فِي تَقْوِيَة أَدَاء أَجْهِزَة الْرَقَابَة حَيْث يُصَبَّح نَشَاطَهَا مَكْشُوْف و مَحَل اهْتِمَام و مُتَابَعَة مَن قِبَلَنَا و مِن قَبْل أَعْلَى سُلُطَات الْبِلَاد. هَكَذَا شَعَرْت بِأَن الْكَرَّة أَضْحَت فِي مَلْعَبُنا ، حَيْث صَار مِن وَاجِبِنَا اسْتِغْلَال هَذِه الْفُرْصَة و الْإِصْرَار عَلَى عَدَم تَضْيِيْعِهَا . أَمَّا عَن أَحْلَامِي فَنَظَرَا لِأَنِّي سَبَق لِي أَن أَنْشَأْت مُدَوَّنَة حَاوَلْت أَن أَكْتُب فِيْهَا عَن بَلْدَتِي لَأُجَسِّد الْأَفْكَار الَّتِي ذَكَرْتُهَا ، وَنَظَرَا لِأَنِّي وَقَفْت عَلَى الْعَوَائِق الَّتِي حَالَت دُوْن أَن يُؤْتِي مَجْهُوْدِي الْمُنْفَرِد النَّتَائِج الَّتِي كُنْت أَتَطَلَّع إِلَيْهَا .نَظَر لِذَلِك بِت مُقْتَنِع بِمَا يَلِي : أَوَّلَا الْكِتَابَة عَن الْجَوَار كَي تَنْجَح لَابُد أَن تَتِم بِشَكْل كَثِيف و فِي إِطَار جَمَاعِي بِحَيْث يَتَقَوَّى المُمَارُسُون لَهَا بِبَعْضِهِم ، و يَصِيْر صَوْتَهُم عَال إِلَى دَرَجَة يُصَل فِيْهَا لِأَعْلَى سُلُطَات الْبِلَاد ثَانِيا لِكَي تَكُوْن هُنَاك اسْتِمْرَارِيَّة و تَرَاكَم مَجْهُوْدَات مِن الْمُهِم أَن تَكُوْن الْمَجْهُوْدَات الْمَبْذُوْلَة سَهْلَة و مُمْتِعَة تَمَامَا كَمَا لَو انَّهَا لُعْبَة يَتَسَلَّوْن بِهَا. ثَالِثا الْمَفْرُوْض أَن يَتَجَنَّب الْمُشَارِكِيْن و خَاصَّة الْمُشْرِفِيْن عَلَى الْمَشْرُوْع ، يَتَجَنَّبُوْا أَن يَكُوْنُوْا طَرَفا فِي الْصِرَاعَات الْفِكْرِيَّة أَو الْسِّيَاسِيَّة الدَّائِرَة فِي الْبِلَاد فيَحْرِصَوا عَلَى الْعَمَل فِي مَا يَتَّفِق حَوْلَه جَمِيْع أَفْرَاد الْمُجْتَمَع .

( الْسَّلَطَة و الْمُعَارَضَة و عَامَّة المَدُوَاطنَين.) و هَذَا حَتَّى يَضْمَنُوا اسْتِمْرَار الْمَشْرُوْع و عَدَم حَشَرَه فِي مَتَاهَات تَتَسَبَّب فِي عَرْقَلَتَه و رُبَّمَا تُوْقِفُه. 

رَابِعا لِكَي يَكُوْن هُنَاك نَشَاط جَمَاعِي جَاد لَابُد أَن تُخَطِّط الْفِئَة الَّتِي تُشَرِّف عَلَيْه لِلْوُصُول بِه إِلَى مَرْحَلَة الْرِبْح الْمَادِي ، و هَذَا حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِن سَد حَاجِيّاتِهِم الْيَوْمِيَّة و يَضْمَنُوا الْتَّفَرُّغ لَه بِشَكْل تَام ، و تَحْقِيْق الْإِسْتِمْرَار ، أَهُم عَامِل فِي نَجَاح الْعَمَلِيَّة.


14 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة