بحث عن:

الثلاثاء، 13 مارس 2012

27   أسباب فساد القلوب




السلام عليكم اخوتى واخواتى

كثيراً ما قرأت هذه الايام فى مواقع عديدة ومدونات سؤال يتكرر

لماذا وصلنا فى الحياة إلى هذا الحد من قسوة المشاعر والقلوب ؟؟!!!
لماذا تبدل حال الإنسان واصبح قلبه متحجر وغابت الرحمة والشفقة من الحياة ؟؟!!!

الرد والإجابة على هذا السؤال فى جملة بسيطة لكنها تحمل  مفتاح سر السعادة 
والحياة الطيبة وراحة البال والحال هذه الجملة هى :
العودة إلى الله 
فبعدنا عن الحق والايمان الذى قل بالقلوب الى ان اصبحت جمادات 
هو الذى يجعلنا الان نشعر بكل ضيق ونفزع من كل خطب 

اما اسباب فساد القلوب فقد تحدث عنها كثير من العلماء والسلف الصالح 
وأعرض عليكم اليوم مفسدات القلوب كما شرحها شيخ الإسلام أبن القيم
فإذا أنتبه المسلم لحاله وتفحص حياته بعين الحريص الذى يبتغى وجه الله تعالى
وتخلص من كل أمر يفسد قلبه ستتبدل حياته للأفضل وسينعم فيها بكل خير .

أسأل الله لى ولكم قلوب هادئة مطمنئة سليمة 
******************


أخرج الإمام البخاري في صحيحه ( كتاب الإيمان) حيث قال: 

حدّثنا أبو نعيم حدّثنا زكريا عن عامر قال سمعت النّعمان بن بشير يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلّم يقول: " الحلال بيّن و الحرام بيّن و بينهما مشبّهات لا يعلمها كثير من النّاس، فمن اتّقى الشّبهات استبرأ لدينه و عرضه ومن وقع في الشّبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا و إنّ لكلّ ملك حمى ألا إنّ حمى الله في أرضه محارمه، ألا و إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كلّه و إذا فسدت فسد الجسد كلّه ألا و هي القلب." 

قال إبن القيم رحمه الله :

حال العبد في القبر كـحال القلب في الصدر ..!( نعيماً ، وعذاباً ، وسجناً ، وإنطلاقاً )فــإ ذا أردت أن تعرف حالك في قبرك ..فــانظر إلى حال قلبك في صدرك ..

مفسدات القلب الخمسة  (ابن القيم الجوزي )

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأمامفسدات القلب الخمسة فهي التي أشار إليها من كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، وكثرة المنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.
المفسد الأول: كثرة المخالطة:
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا، وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشثغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟ هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة،وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية. وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندما، 
كما قال تعالى: 
ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا، ياويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا،
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني [الفرقان:27-29] 
وقال تعالى: 
الأخلآء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين [الزخرف:67]
وقال خليله إبراهيم لقومه:
إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا
 ومأواكم النار وما لكم من ناصرين [العنكبوت:25]
وهذا شأن كل مشتركين في غرضك يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض،  أعقب ندامة وحزناً وألماً وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنة، وذماً من بعضهم لبعض. والضابط النافع في أمر الخلطة:
 أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج،  وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.  فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لابد أن يؤذوه  إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم وثناء  عليه منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له،   ومقت، وذم منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين. فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد مالا.وان دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك  المجلس طاعة لله إن أمكنه.
المفسد الثاني من مفسدات القلب:
ركوبه بحر التمني:
وهو بحر لا ساحل له. وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس. فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية.وكل بحسب حاله:من متمن للقدوة والسلطان، وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان،أو للأموال والأثمان، أو للنسوان والمردان، فيمثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها، فبينا هو على هذا الحال، إذ استيقظ فإذا يده والحصير!!وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره.فأماني هذا إيمان ونور وحكمة، وأماني أولئك خداع وغرور. وقد مدح النبي متمني الخير،وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.
المفسد الثالث من مفسدات القلب:
التعلق بغير الله تبارك وتعالى: وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق. فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه،  فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به. وخذله من جهة ما تعلق به،وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه. فلا على نصيبه من الله حصل،ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل. 
قال الله تعالى: 
اتخذوا من دون الله آلهة ليكونوا لهم عزا ، كلا سيكفرون بعبادتهم ويكونون عليهم ضدا [مريم:81-82]
وقال تعالى: 
واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون [يس:74-75].
فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات. ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت.وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان،
كما قال تعالى: 
لا تجعل مع الله إلاها أخر فتقعد مذموما مخذولا 
 [الإسراء:22] مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك.
إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل، وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور.
المفسد الرابع من مفسدات القلب: الطعام:
والمفسد له من ذلك نوعان:
أحدهما:
ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات. وهي نوعان: محرمات لحق الله: كالميتة والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع والمخلب من الطير.ومحرمات لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه، إما قهرا وإما حياء وتذمما.
والثاني:
ما يفسده بقدره وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها،  والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة،وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يضيق مجاريه  ويسد طرقه،والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا.
وفي الحديث المشهور: 
{ ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، 
وثلث لشرابه، وثلث لنفسه } [رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ا لألبا ني].
المفسد الخامس: كثرة النوم:
فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا، ومنه الضار غيرالنافع للبدن.وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه. ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه.وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولاسيما نوم العصر. والنوم أول النهار إلا لسهران.ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس...فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول الأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة. ومنه ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة. فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر. بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات. وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل، عقيب غروب الشمس  حتى تذهب فحمة العشاء.وكان رسول الله يكرهه. فهو مكروه شرعا وطبعا. 


******************



27 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة