الأنفعال والغضب ... العصبية للرأى الشخصى... الهجوم والحجر على منطق الآخر ورفض قناعاته ....السباب والألفاظ الغير مقبولة .... الإتهامات الباطلة....محاولة الانتصار للــ أنا ....زرع الوقيعة ونشر الفتنة بين كل من يخالف الرأى الشخصى ... كل هذه الصفات والسمات وأكثر أصبحت هى السمة الغالبة على مجتمعاتنا ..وسوء الظن و توقع الشر هى من أولويات أسلوب التعامل بين البشر ....حتى بين من يدعى انه من أنصار الحق وأنه يلتزم بحدود الله ...لكن الصورة الحقيقة للواقع تصف المرارة وأمراض القلوب
عندما بعث الرسول عليه الصلاة والسلام وسأله البعض عن أمور فى الدين كان رده الكريم عليهم:
" انما بعثت لأتمم مكـــــــــــــــــارم الأخــلاق "
كان العرب الأوائل فى الجاهلية يصومون ويحجون لكن بشريعتهم ...فمابال بعثة النبى اليهم ؟؟؟؟ ماذا كان ينقصهم ؟؟؟وما حاجتهم اليه ؟؟... هى الأخلاق ومكارمها... وفضائل النفس البشرية التى حال بينها وبين الإنسان الشيطان وعمله ووساوسه...تلك الاخلاق التى تكفلت بحفظ العقيدة ورسوخها ... بين الانسان وربه وبينه وبين الناس وبينه وبين نفسه .
لو قلنا أن هناك رجل داعية للاسلام لكن خلقة ذميم وفعله بين الناس قبيح هل يستمع اليه الناس ويستجيبون لدعوته ؟؟!!!!
لا يستجيب الناس الا لذو خلق عظيم وقلب صادق وأسلوب قويم وصبر وحلم على الاخرين
{ فبما رحمة من اللَّه لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك } (آل عمران:159).
واليوم اتكلم عن صفة (( شحت ) وقلت بالقلوب الانسانية هى صفة ( الحِلم ...والصبر ) لم اعد ارى الا من رحم ربى بين البشر الحليم والصبور الذى يتحمل زلات الاخرين ويعرض عن الجاهلين ...الكل يسارع بأخذ ثأره من الاخر ولا يعطى فرصة للرجوع وتوبة اخيه .... كما لو اننا صبرنا على الاخر نكون هكذا ضعفاء رغم ان مصدر القوة الحقيقية ان نعفو وونغفر حين نقدر على العقاب
قال أَبو الدرداء رضي الله عنه لرجل أسمعه كَلاما: يا هذا.. لا تغرِقن في سبنا، ودع للصلح موضعًا؛ فإنا لا نكافئ من عصى الله فينا بأكثر من أن نطيع الله عز وجل فيه.
وعن أنس رضي الله عنه أنه قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يصطرعون؛ فقال: "ما هذا؟" قالوا: فلان ما يصارع أحدًا إلا صرعه، قال: "أفلا أدلكم على من هو أشد منه؟! رجل كلمه رجل فكظم غيظه فغلبه، وغلب شيطانه، وغلب شيطان صاحِبه".
والحِلم بالكسر : الأناة والعقل وجمعه أحلام وحلوم وفي القرآن الكريم :" أم تأمرهم أحلامهم بهذا
والحلم والصبر على الغير من الصفات الطيبة التى تضمن لصاحبها حب الخالق والمخلوق ..وتؤكد على امتداد روابط الاخوة وتعمقها بين المسلمين ...فما اسرع ان يدب الخلاف والبغض بين الذين يتصفون بسرعة الغضب وسوء الظن ومن هنا تبدأ الفرقة والفشل
( وأَطيعوا اللَّه ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن اللَّه مع الصابرين )الانفال 46
و فى عصرنا هذا فنحن نعانى من أمراض نفسية غريبة ...لا يتحمل الانسان اخاه ولا يصبر على مقولته والأختلاف معه فى الرأى ويسارع دائما للانتصار لذاته ورأيه وياليت ذلك بأسلوب قويم لكن يتفنن فى أختيار مصطلحات غريبة ( ومستهجنة ) ويشمئز منها كل ذى عقل وقلب سليم ...اصبحت لغة العصر بين البشر هى سوء الظن.. وضيق الصدر ... وعدم الصبر فى الاستماع للغير او قبول آرائهم واختلافهم معنا... ولو عدنا لسيرة الانبياء والصحابة والتابعين لوجدناها حافلة بقصص رائعة من الاخلاق الكريمة التى تكفلت بحفظ روبط الاخوة والتراحم بين المسلمين وما تفرقت الجماعات وتشتت شملها الا بالتنازع وحب الذات والانتصار لها .
وهذه دعوة من المدينة الفاضلة للعودة للأخلاق الطيبة والصبر على الغير وتحمل زلات اخواننا ومحاولة تغيير المنكر بأسوب هادىء حسن ... والتعامل مع كل من نستمع اليه بتواضع ولين وخفض جناح كما وصانا الحبيب محمد صلوات الله عليه وافضل تسليم ...ودائما ما نجد ان الحلم يقترن بالمغفرة والتسامح ومن هنا يكون التراحم والتآلف بين المؤمنين ( واعلموا ان الله غفور حليم ) ( ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم ) وكثير من الايات القرآنية تمر علينا لكن لا نتعمق فى معناها ولا نحاول ولو بالقدر القليل ( الا من رحم ربى ) ان نطبقها فى حياتنا ونجعلها دستور أخلاقنا ...
24 التعليقات:
قال عمر بن الخطاب
ان جادلت الجاهل غلبني
نصادف في حياتنا الكثير من الوان البشر
والمطب او المأزق الذي نقع فيه هو ان نحكم علي الناس
من خلال حكمنا علي انفسنا
ولانضع انفسنا في مكانهم
كمن يري رقم سبعه وهو في الاعلي
وانا اراها ثمانيه لاني في الاسفل
جزاك الله خيرا
زادك الله ايمانا وتقوي
تحياتي يا لي لي
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك خيرا على ماتنشرينه من مواضيع رائعة جعلها الله في ميزان حسناتك.
التصاميم الدعوية اعجبتني وسأستخدم البعض منها ان سمحت.
مع فائق التقدير والاحترام
شكرا ليلى لجماية و فائدة ما تؤثّثين ...
حصلت الافادة .
تقديري
صاحب الزمن الجميل
انك لعلي خلق عظيم
هكذا خلق الله تعالي رسولنا علي هذاالخلق العظيم
حتي يعلمنا انه صلي الله عليه وسلم بشرا
مثلنا نستطيع الاقتداء به والتعلم من فضائل اخلاقه
تحيتي ايتها الفاضلة
صاحبة المدينة الفاضلة
بسم الله وبعد
بوركت على طرحك لهذا الخلق العظيم ... جعلنا الله وإياكم ممن يتحلون بهذه الاخلاق
جميلة هذه التصميمات بل رائعة
تحياتي واحترامي وتقديري لك
أخوك في الله على طوووووووووول
مازن الرنتيسي - أبو مجاهد
السلام عليكم.
موضوع مهم جدا أختي الطيبة ، وقد جاء في وقته بالتحديد، هذه الفترة للأسف يجتاح الساحة الاسلامية موجة قاتلة من الصراع (ولا أقول النقاش) بين المسلمين، بصراحة أنا أقول أن السياسة أفسدت كل شيء وكل العلاقات للاسف الشديد، حتى الأمزجة أفسدتها.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
على كل حال جزاك الله خيرا على الموضوع المفيد، بارك الله فيك.
ما أحوجنا لهذه الخصال والصفات
وما أحوجنا لهذا التذكير الطيب
بارك الله فيكِ أختي العزيزة ليلى
على هذا النبع المبارك الذي تضعيه بين أيدينا لنستزيد ولننهل منه ما شئنا
أشكرك صديقتي
اللهم اجعلنا فعالين لا قوالين بلا فعل فخير سبيل للدعوة الحقة لدين الاسلام هو الخلق الحسن ....و الحلم والصبر من اهم الاخلاق الواجبة في المسلم و الدعوي اكثر، فهما خير سلاح و اكقوى جهاز مناعة...
بورك لنا في علمك وقلمك اختي و شكرا جزيلا
رائع اختى العزيزه ليلى
جزاكى الله كل خير وجعله فى ميزان حسناتك
تحياتى ابوداود
جزاك الله خير الجزاء أختي في الله ليلى وبارك اله فيك فالحلم سيد الأخلاق
شكرا لك أختي ليلى الصباحي على هذا الموضوع وهذا الجهد الواضح
ما أحوجنا إلى مثل هذه المواضيع
بارك الله فيك وجعل أعمالك كلها متقبلة
الحليم بطبعه يتهمه الناس بالجبن وضعف الشخصية
والهادئ يسموه " بارد" اي بارد الأعصاب ويعتبرونه خلق سيئ
والعصبي يمدحه الناس ويصفونه بالقوة وهيبة الشخصية وانسان لا يسكت عن حقه..!!
الموازين انقلبت غاليتي والناس اصبحت تفهم الأمور بشكل خاطئ ..
حتى النصيحة منكِ بشكل لطيف يفهمها البعض نوع من الأهانه
نسأل الله صلاح الحال ..
جزاك الله اختي اختي الفاضله على ماتقومين به
وذكرتني مقالتك بقصة سيدنا أبي بكر رضي الله عنه في حادثة الإفك حينما أنزل الله فيه قرآناً بعد أن قطع المعونه ممن أتهم ابنته ظلما وزوراً ..فقال الله عز وجل :{ ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يأتو مما رزقهم الله وليعفوا وليصفحواألا تحبون أن يغفر الله لكم }
ومن وجهة نظري ..أن الإنسان لو أرد أن يكون أححلم أهل الأرض لإستطاع ذلك .
يعطيك العافية،،
وجعله في ميزان حسناتك
فعلا كم نحتاج لمثل هذه المواضيع القيمة
والهادفة
ويسلمواا ياذوووق عـ التصاميم الرائعة
موفقة ..
السلام عليكم اختنا ليلى
بارك الله فيك بما ذكرتنا من فضائل ديننا العظيم ، لكن هناك فرق كبير بين الحلم و التسامح و بين الضعف و الاستكانة ، فالضعف و الاستكانة يجرئان من نقول عنهم ( يخاف ميختشيش ) و هؤلاء لا يحتاجون الحلم بل يحتاجون الحزم.
سيدنا عمر بن الخطاب له ما له من مكانة في تاريخنا الإسلامي ، لكن درته كانت وسيلته لتقويم المعوج و نصرة الضعيف. عشت قدر ما عشت و مازلت أقابل نوعيات غريبة من البشر تحترم من يدوس على رؤوسهم و تستأسد على من يتعامل معهم باحترام ، هؤلاء لا ينفع معهم حلم أو مكارم أخلاق ، بل الفردة اليمين و ممكن الشمال لو اقتضى الأمر :))
السلام عليكم...
كعادتي.. قرأت التدوينة متأخرا.. فكنت أنا الخاسر الأكبر لروعتها وجمال محتواها.. فمثل هذه التدوينات لا ينبغي تأجيل قراءتها لأي سبب كان.
التقيت ذات مرة بالمصادفة ببعض الدعاة إلى الله، وفي خضم حديثهم دعوا إلى أن يحاول كل منا أن يكون داعيا إلى الله فقط بحسن خلقه.. فالداعي إلى الله لا يمكن أن أن يكون كذلك إلا إذا حسن خلقه.. بينما من كان حسن الخلق يمكن أن تكون دعوته إلى الله أعمق تأثيرا وأفضل نتيجة حتى وإن كان قليل العلم..
وليس أروع من الحلم بين صفات حسن الخلق.
تقبلي خالص تحياتي..
" إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه ".رواه البيهقى عن جعفر بن محمد (مقولة وليست حديثاً)
بالفعل أختى ليلى ..
فقد تحولت أخلاق معظم الناس - مع الأسف الشديد - من تَلَمُسِ الأعذار لبعضنا البعض إلى تَصَيُدِ الأخطاء ما أمكن إلى ذلك سبيلا.
جزاك الله خيراً أختى العزيزة.
وهذه دعوة من المدينة الفاضلة للعودة للأخلاق الطيبة والصبر على الغير وتحمل زلات اخواننا ومحاولة تغيير المنكر بأسوب هادىء حسن
.................................
بارك الله فيكِ وفي والديكِ وجزاكِ كل الخير وزادك علماً وتواضعاً وحباً لوجهه
لولا
ما أحوجنا أختي لهاته الصفة النادرة في تعاملاتنا وعلاقاتنا الانسانية
إننا ضائعون بدونها
غاب كل شي حين غابت الأخلاق
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أختي العزيزة على التذكير والتوعية ولعل صوتك مسموع عند كل آذان
جزاك الله خير غاليتي
وتصاميم روووعة
المعذرة على التقصير
ودي ^_^
هلا فيك اختى ليلى
هذه مدونتي الخاصة
http://abu-remaas.blogspot.com
هنا دائما ارى الروائع
جميل ما اراه هنا دائما
جزاكى الله خير اتمنى لكى السعاده دائما
تحياتى ابوداود
" لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك
إني أخاف الله رب العالمين "
من اكتر الايات اللى بتاثر فيا .. قمة التساااامح وتقوى الله تسامح مش لضعف لا تسامح عشان هو خايف من ربنا
ساعات كتيره بيبقى نفسنا نعمل حاجه معينه ونقول انا مش هاعملها عشانك يارب
انا مسكت نفسى عشانك بس يارب
ربنا كده كده هياخدلك حقك عاجلاً او اجلاً
دعوه جميله منك ياليلى بترجعنا لاخلاق للاسف شحت ف الدنيا .. جزاك الله كل خير :)
اهلاااااااااااا حبيبتي وحشتني موووووووووووت والله
كيفك يارب تكوني بخير
راااائعه كعادتك
ومواضيعك مهمه حبيبتي تسلمين والله
تحياتي لك يا احلى قمر
إرسال تعليق