بحث عن:

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

6   وأخفض جناحك لمن أتبعك من المؤمنين





  متابعة لما قدمته فى باب الأخلاق فى الاسلام وللجزئين الأول والثانى هنـــــا  قل آمنت بالله ثم أستقم       الأخلاق فى الأسلام  أقدم اليوم  لكم أحيبتى موضوع هام وخطير وله شان عظيم فى بنيان الامة الإسلامية ...وهو خلق  طيب لو تمسكنا به  وأقتدينا فلحنا  واصبحنا بالفعل  وليس القول فقط من أعظم الأمم ... هو خلق ( خفض الجناح للمؤمنين ) 

الذى دعانى اليوم للكتابة والتنويه عن هذا الخلق العظيم  ما لمسته من فساد ساد بمجتمعاتنا العربية وخلق سىء ذميم  يصفه اصحابه بمسميات  الاسلام برىء منها ...أرى كثيرين اصابتهم حمى التعالى  والكبر على اخوانهم ومعاملتهم معاملة لاتليق بالاسلام ...السخرية  من كل شىء شعارهم  والألفاظ النابية قد حلت محل كل اعراب من لغتهم اليومية الحياتية ....  يظنون أن الأعتراض عن أى أمر سواء كان سياسى أو اجتماعى يجب ان تكون اللغة المستخدمة فيه هى لغة السخرية والأستهزاء ...وأن الأعتراض على أمر غير محبب او غير مقبول يجب ان نتفوه بكل لفظ ذميم سخيف قبيح لنثبت صدق نظريتنا  وقناعاتنا الخاصة المخالفة لهذا الأمر ....

نرى هذا واضحاً  جلياً فى الإعلام وبرامجه التى قد أحتلت مساحة كبيرة من حياتنا شعرنا معها بالأرهاق النفسى والروحى... فهذا الخلق السىء ( السخرية والأستهزاء ) تكون دائما نتيجته سيئة على  عقل المسلم وروحه التى لاتعتاد على القبح واساليب  لايرضاها الله سبحانه وتعالى ..

اذن ما العمل وكيف هو أسلوب التعامل مع من يخالفنا الرأى والمنهج حتى لو كان على غير الاسلام .... أمرنا كمسلمين ان نتعامل بالحسنى ولا نكون غلاظ القلوب  فلا اعتقد ابدا ان رسولنا الحبيب قد تعامل او استخدم هذه الألفاظ القبيحة والأساليب ( القذرة ) مع أعدائه .... اما مع المسلمين فقد أمره الله تعالى بخلق رائع عظيم حين قال تعالى :وأخفض جناحك لمن أتبعك من المؤمنين [الشعراء 215] فكيف  واين نحن من هذا الخلق الطيب ( خفض الجناح ) واين نحن من اتباع سنته واذا خالفنا أحد فى مفاهيم او سياسات او وجهات نظر لما لا نتحلى بخلق رسول الله عليه السلام ؟!!!!! اذا كنا نريد ان نصل بالنهاية الى حلول طيبة واذا كنا نعلم جميعا ان أسلوب السخرية مرفوض ومنهى عنه فى الاسلام لماذا نستخدمه فى حواراتنا وعرض آرائنا ... ونسمى كل هذا ( شطارة وحرية رأى ) ...لو تساءل  كل منا عن اسباب الشعور بالكآبة والحزن الذى ساد المجتمع لعلمنا ان من أهم تلك الأسباب تلك الروح التى سادت وهى غريبة عنا ودخيلة على حياتنا كمصريين.... السخرية والأستهزاء بكل القيم وكل شىء ومن يخالفنا الرأى يجد وابلا من الشتائم والذم وقبيح الألفاظ ينتظره وتنتهى الحكاية بالتقاضى  أمام  القضاء ...

يقول تعالى:
فبما رحمة من الله لنت لهم ولَو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم [آل عمران 159]
اين روح المصريين الطيبة واين هو الحب الذى كان يجمعنا ونلتف حوله ولا نبالى بغريب ؟؟!!!!
الأختلاف أو الأتفاق أمر صحى وطبيعى لكن لايعنى الأختلاف الفرقة والتشاحن والتباغض أبدا! فهذا بداية النهاية  لأمة عظيمة ينتظر اخوانها منها الكثير بالمستقبل من مؤازرة ونصرة ...فكيف ننصر أخواننا ونحن فى مشاحنات واختلافات وشقاق ؟؟!!!!!

روح المحبة وروح الإيثار والتضحية اين نحن منها الان ...فقدنا هويتنا على اعتاب الأختلاف والسخرية والأستهزاء بأنفسنا ... ولم نعد ندرى اين الطريق  حتى زهد اكثرنا  فى روح الثورة ولم يعد الأمر يعنى له أكثر من مجرد مرحلة عبرت بتاريخنا ... وحتى تاريخنا بدأت مرحلة تشويهه ( والنبش ) فيه وهناك يد تحاول وسط كل هذا الأختلاف والصراع ان تزعزع بنيان هذا التاريخ العريق .

يقول تعالى :
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم  [التوبة 128]
اذا كان رسولنا الحبيب عليه السلام يتخذ من الرحمة وخفض الجناح والرأفة سبيل للوصول الى روح المسلم ولم شمل الأمة فلماذا نحن نخالفه وندعى أننا به مقتدون ؟؟ أى هزل هذا وأى ضياع ؟!!!

لا أقول نتهاون فى الوصول الى الحق ولكن أقول نقتدى  بالحبيب فى اقناع الغيرعندما نحاول الوصول لأهدافنا سواء دينية او سياسية او اجتماعية .... فنحن مأمورون بالأقتداء فى كل حياتنا بالحبيب عليه السلام ... واذا كنا اعزة او اقوياء فليكن هذا على أعداء الله ولنصرة اخواننا الذين نسيناهم فى زحمة الطريق ووسط الصراعات السخيفة  فقد قال تعالى :أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين...  وهذه هى أخلاق الاسلام والمسلمين ..



فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ...... إن التشبه بالكرام فلاح


اللهم أصلح حال الأمة الاسلامية وانصر الحق 

6 التعليقات:

إظهار التعليقات
newer posts older posts home

اصدقاء المدينة الفاضلة