الذى دعانى اليوم للكتابة والتنويه عن هذا الخلق العظيم ما لمسته من فساد ساد بمجتمعاتنا العربية وخلق سىء ذميم يصفه اصحابه بمسميات الاسلام برىء منها ...أرى كثيرين اصابتهم حمى التعالى والكبر على اخوانهم ومعاملتهم معاملة لاتليق بالاسلام ...السخرية من كل شىء شعارهم والألفاظ النابية قد حلت محل كل اعراب من لغتهم اليومية الحياتية .... يظنون أن الأعتراض عن أى أمر سواء كان سياسى أو اجتماعى يجب ان تكون اللغة المستخدمة فيه هى لغة السخرية والأستهزاء ...وأن الأعتراض على أمر غير محبب او غير مقبول يجب ان نتفوه بكل لفظ ذميم سخيف قبيح لنثبت صدق نظريتنا وقناعاتنا الخاصة المخالفة لهذا الأمر ....
نرى هذا واضحاً جلياً فى الإعلام وبرامجه التى قد أحتلت مساحة كبيرة من حياتنا شعرنا معها بالأرهاق النفسى والروحى... فهذا الخلق السىء ( السخرية والأستهزاء ) تكون دائما نتيجته سيئة على عقل المسلم وروحه التى لاتعتاد على القبح واساليب لايرضاها الله سبحانه وتعالى ..
اذن ما العمل وكيف هو أسلوب التعامل مع من يخالفنا الرأى والمنهج حتى لو كان على غير الاسلام .... أمرنا كمسلمين ان نتعامل بالحسنى ولا نكون غلاظ القلوب فلا اعتقد ابدا ان رسولنا الحبيب قد تعامل او استخدم هذه الألفاظ القبيحة والأساليب ( القذرة ) مع أعدائه .... اما مع المسلمين فقد أمره الله تعالى بخلق رائع عظيم حين قال تعالى :وأخفض جناحك لمن أتبعك من المؤمنين [الشعراء 215] فكيف واين نحن من هذا الخلق الطيب ( خفض الجناح ) واين نحن من اتباع سنته واذا خالفنا أحد فى مفاهيم او سياسات او وجهات نظر لما لا نتحلى بخلق رسول الله عليه السلام ؟!!!!! اذا كنا نريد ان نصل بالنهاية الى حلول طيبة واذا كنا نعلم جميعا ان أسلوب السخرية مرفوض ومنهى عنه فى الاسلام لماذا نستخدمه فى حواراتنا وعرض آرائنا ... ونسمى كل هذا ( شطارة وحرية رأى ) ...لو تساءل كل منا عن اسباب الشعور بالكآبة والحزن الذى ساد المجتمع لعلمنا ان من أهم تلك الأسباب تلك الروح التى سادت وهى غريبة عنا ودخيلة على حياتنا كمصريين.... السخرية والأستهزاء بكل القيم وكل شىء ومن يخالفنا الرأى يجد وابلا من الشتائم والذم وقبيح الألفاظ ينتظره وتنتهى الحكاية بالتقاضى أمام القضاء ...
يقول تعالى:
فبما رحمة من الله لنت لهم ولَو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم [آل عمران 159]
اين روح المصريين الطيبة واين هو الحب الذى كان يجمعنا ونلتف حوله ولا نبالى بغريب ؟؟!!!!
الأختلاف أو الأتفاق أمر صحى وطبيعى لكن لايعنى الأختلاف الفرقة والتشاحن والتباغض أبدا! فهذا بداية النهاية لأمة عظيمة ينتظر اخوانها منها الكثير بالمستقبل من مؤازرة ونصرة ...فكيف ننصر أخواننا ونحن فى مشاحنات واختلافات وشقاق ؟؟!!!!!
روح المحبة وروح الإيثار والتضحية اين نحن منها الان ...فقدنا هويتنا على اعتاب الأختلاف والسخرية والأستهزاء بأنفسنا ... ولم نعد ندرى اين الطريق حتى زهد اكثرنا فى روح الثورة ولم يعد الأمر يعنى له أكثر من مجرد مرحلة عبرت بتاريخنا ... وحتى تاريخنا بدأت مرحلة تشويهه ( والنبش ) فيه وهناك يد تحاول وسط كل هذا الأختلاف والصراع ان تزعزع بنيان هذا التاريخ العريق .
يقول تعالى :
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم [التوبة 128]
اذا كان رسولنا الحبيب عليه السلام يتخذ من الرحمة وخفض الجناح والرأفة سبيل للوصول الى روح المسلم ولم شمل الأمة فلماذا نحن نخالفه وندعى أننا به مقتدون ؟؟ أى هزل هذا وأى ضياع ؟!!!
لا أقول نتهاون فى الوصول الى الحق ولكن أقول نقتدى بالحبيب فى اقناع الغيرعندما نحاول الوصول لأهدافنا سواء دينية او سياسية او اجتماعية .... فنحن مأمورون بالأقتداء فى كل حياتنا بالحبيب عليه السلام ... واذا كنا اعزة او اقوياء فليكن هذا على أعداء الله ولنصرة اخواننا الذين نسيناهم فى زحمة الطريق ووسط الصراعات السخيفة فقد قال تعالى :أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين... وهذه هى أخلاق الاسلام والمسلمين ..
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ...... إن التشبه بالكرام فلاح
اللهم أصلح حال الأمة الاسلامية وانصر الحق
6 التعليقات:
للأسف هذا ما حدث ويحدث. أظن أن مصدر الاستهزاء والسخرية لمن أي شخص عارضنا هو العنصر النفسي الذي يسول لنا أن ننتقم من المخالف بالسخرية منه...
ولعل ما نراه في بعض البرامج التافهة والتي أنا أعي هنا لم تشيرين، وهو شخص بصراحة يسبب لي الاشمئزاز بطريقة سخريته المبالغ فيها لدرجة تلفيق الكلام للناس.
لا حول ولا قوة إلا بالله.
أسأل الله أن يزيل هذه الغيمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركت أختي في الله على الطرح الطيب
اللهم أصلح حال الأمة الاسلامية وانصر الحق واستخلفه كما استخلفت الذي من قبله
ستزول هذه العتمة وسيبزغ الفجر بنصر من الله عز وجل بعز عزيز يعز الله به الاسلام والمسلمين وبذل ذليل يذل الله به الكفر والكافرين
تحياتي واحترامي وتقديري لك أخت ليلى
www.mazenalrantisi.com
السلام عليكم
موضوع قيم اختي ليلى
ما تحدثت عنه صار بعد ان تحررت الالسن بعد الربيع العربي عاما في كل الدول العربية وليس مصر وحدها...
كثيرون للاسف الشديد حين تعوزهم الادلة والبراهين والحجج يلجأون للسخرية والاستهزاء كسلاح فتاك لكنه في الواقع سلوك الجبناء...
نسال الله ان يهدي الجميع و يوفقه للالتزام بهدي سيدنا محمد حتى تصل دعوة الاسلام لكل البقال بمودة ورحمة
جزاك الله خيرا استاذة ليلى
للاسف السخرية والاستهزاء والتنابز اصبحوا عملة رائجة يمارسوا الكثير ، فمن أمن العقوبة اساء الادب ، فالامر مختلط كثير بين العقوبة الدنيوية والعقوبة الربانية ، فمن تفكر في الثانية من الصعب بل من المستحيل ان يتعامل مع الاخرين بما يغضب الله
إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ، وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ، وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ ، وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ
سبحان الله ، والصبر مطلوب من كل من اهين وسُخر منه
تحياتي
جزاكي الله عنا خيرا
موضوع مهم طريقة التعبير عن افكارنا او اراءنا او انتمائنا نفتقده في مصر وان شاء الله تتعدل الاوضاع
تحياتي اختي الكريمه
لا يستقيم حال آخر هذه الأمّة إلاّ بما صلُح به أولها ...
شكرا للإفادة
إرسال تعليق